الصحافة بمهنية ورؤية إبداعية

“هاداك شغلو” .. أهكذا “نتواصل سياسيا” ونتكلم عن ” الملك” السيد الوزير المحترم عبد اللطيف وهبي؟

لا أعرف إذا كان بعض رجال وسيدات السياسة في هذا البلد، يعرفون ما يسمى بالتواصل السياسي، كعلم وتخصص أكاديمي، يدرس في الجامعات والمعاهد المغربية، وحسب ما درسته بسلك الماستر بالمعهد العالي للإعلام والتواصل، وبعده بسلك الدكتوراة بالجامعة، وبعدهما في مختلف الكتب والمراجع المرتبطة بهذا التخصص، هناك تقدير خاص لهذا المجال من رجال السياسة في البلدان المتقدمة كالولايات المتحدة الأمريكية والدول الأوروبية.

 

ما هو دور رجال وسيدات التواصل في دواووين الوزراء؟

ما أعرفه، هو أن هناك فريق للتواصل، ومستشارين في التواصل في دواوين كل الوزراء المغاربة، ولكن السؤال المطروح، هل يستشير السياسي مع رجال ونساء التواصل؟ وخاصة المتخصصين في التواصل السياسي، وهل هناك متخصصين في التواصل والتواصل السياسي أولا؟، أم أن الأمر مرتبط بترضية الخواطر الحزبية؟ وقد لاحظت الفرق في عمل المتخصصين وغير المتخصصين في محطات كثيرة، وربما  تنحصر مهامهم في تنفيذ أوامر الوزير، وهنا لا بد من التأكيد ان عمل رجال وسيدات التواصل، وخاصة التواصل السياسي، لا علاقة له بتنفيذ الأوامر فقط، بل مهامهم ترتبط بتشخيص الوضعيات، وبناء الاستراتيجيات والخطط التواصلية في إطار الرؤية العامة للفاعل السياسي، وكذا مراجعة البلاغات والخطابات كي لا يقع السياسي في الكثير من الأخطاء التواصلية، كي لا ينتقل الخطاب السياسي، والتواصل من هدف المساهمة في تخفيف الأزمات، صنع الأزمات بمختلف أشكالها.

 هاداك شغلو .. هل يعقل أن نتكلم عن الملك بهذا الأسلوب؟ 

عدم احترام وتقدير الملك في الباب التواصلي والخطابي ، وعدم اختيار الكلمات بدقة في الخطاب والتواصل، هي ” أزمة تواصلية” ( دون أن أصفها بوصف ٱخر)، ويجب الوقوف عندها، أزمة تواصلية تستدعي منا طرح السؤال عن الجهات التي تدعم هذا الوزير، حتى أصبح لا يحترم أحدا في هذا الوطن، ويطالب الجميع باحترامه وتوقيره، لا يحترم سلطة الصحافة، ويحاول الزج بالصحفيين في السجن، بقانون لا علاقة له بمهنتهم الموقرة، يأتي لقنوات إعلامية رسمية ولمؤسسات إعلامية خاصة، ليقدم روايته فقط، دون أن يتم الاستماع للروايات الأخرى،  لا يحترم القضاء ويتكلم عن ملف وهو في مرحلة التأمل، لا يحترم مرجعية الأمة في الدين والتدين برئاسة وحماية واضحة من أمير المؤمنين، ويسخر من عبارة دينية واضحة حول وجود امرأة ورجل وشيطان ثالث بينهما، لا يحترم مشاعر البسطاء ويتكلم على أنه ” لاباس عليه وقرا ولدو خارج المغرب”، وهو وزير للعدل، والعدل يفترض أن يكون لجميع المغاربة نفس الفرص، مثلما أكد على ذلك جلالة الملك في أكثر من خطاب وأكثر من مناسبة، والقائمة طويلة سنخصص لها حلقة خاصة في برنامج متخصص ” في التواصل السياسي” سنتكلم فيه بالعلم مع السيد الوزير ونعد له الكثير من الأخطاء التواصلية التي قام بها طيلة مسيرته السياسية، سواء عندما كان في المعارضة او عندما أصبح وزيرا في الحكومة.

 

” هاداك شغلو” عباراة استفزتني بكل صراحة، وطرحت السؤال مباشرة، ” كيفاش كايتجرأ وزير على الملك في القناة الأولى بهذه الطريقة”، سبق لي المرور من تجارب في مسيرتي بالقناة الأولى، والشركة الوطنية للإذاعة والتلفزيون بصفة عامة، وأعرف خطها التحريري جيدا، لا يمكن أبدا ان تقبل القناة الأولى مثل هذه التجاوزات، مثلما لا يمكن أن يقبل أي مغربي مثل هذه التجاوزات، الملك خط أحمر، وشعار ” الله، الوطن، الملك” خط أحمر، والبقية، ” لي طاح فالمقلة خصو يتقلا”، وماذا عسانا قوله عن مقلاة السيد الوزير المحترم؟، ما الذي يدفعه ليتحدى الشمال والجنوب والشرق والغرب، ويتكلم كيفما يشاء، ويبقى وزيرا في النهاية؟، ما هي الرسالة التي يريد هؤلاء إيصالها لنا.

 

سمعت من ضمن ما سمعته أن الوزير المحترم، يعرف جيدا ما معنى الصحافة؟ وما هي ضوابط العمل الصحفي؟، فارجو أن يكون ما كتبته هنا محترما لما يعرفه عن الصحافة والصحفيين، إلا انني وبسبب خرجات السيد الوزير المحترم، لم أعد أعرف ما معنى السياسة؟،وما هي حدود السياسي وما هو دوره في المغرب؟ رغم أنني متخصص أكاديميا في الصحافة والسياسة معا،  وباحث ومستشار في التواصل والإعلام وتدبير الأزمات بشكل مفصل، وفي التواصل السياسي بشكل أدق، كل هذا المسار الاكاديمي والمهني، لم ينفعني في التعرف على هوية السياسي الذي يسوقه لنا السيد ” عبد اللطيف وهبي”، وهل يعقل أن وزير العدل هو هذا الذي نتكلم عنه؟، بكل هذه الكوارث التواصلية، دون أن يراجع نفسه ولو للحظة، ويقول” الدنيا فانية وهاد الشي ماشي معقول”، هذا رأي السيد الوزير، ما تقوم به في رأيي غير معقول وتجاوز كل الحدود الممكنة، وأصبحنا عاجزين عن الفهم أمامك؟ ما الذي تريده؟ ومن أنت حتى تتكلم عن جلالة الملك بهذه الطريقة؟ من أنت لتطلب منا احترامك وأنت لا تحترمنا؟