الصحافة بمهنية ورؤية إبداعية

بعد ظهور الملك وولي العهد … إلى هشام جيراندو وعلي المرابـــط: هل مات الملك حقا وهل هناك مؤامرة ضد الملك وولي العهد؟ أم هناك مؤامرة ضد الوطن؟ 

محمد الشنتوف *

هذا سؤال واضح وننتظر جوابا واضحا “بعد ظهور الملك وولي العهد … إلى هشام جيراندو وعلي المرابـــط: هل مات الملك حقا وهل هناك مؤامرة ضد الملك وولي العهد؟ أم هناك مؤامرة ضد الوطن؟

بعد نشر جريدة هسبريس لخبر ينفي صلتها بنشر خبر عن وفاة الملك محمد السادس نصره الله، وتورط الجزائر في نشر هذه الأخبار، ونشر تحقيق لشبكة CNN مفادة تروويج الإشاعات عن وفاة الملك من حسابات مضللة لدولة جارة.

جاء خبر جديد من الخارج هذه المرة، وبشكل مباشر من طرف جيراندو، بعد اعتقال أسرته بتهم أكدت النيابة العامة في روايتها أن لها علاقة بترويج الإشاعات المغلوطة والابتزاز، طبعا نحن ضد اعتقال الطفلة ملاك، ولكل مقام مقال، لكننا مع ما يأمر به القانون مع الجميع، مع إعمال روح القانون في اتجاهات معينة، وهو ما تم مع ملاك، وإطلاق سراحها او السماح بمغادرتها بتعبير أدق، بعدما كانت في مؤسسة لحماية الطفولة وليس في معتقل للتوضيح فقط، لنمر، الخبر هذه المرة جاء من طرف هشام جيراندو صاحب قناة تحدي ويقول فيه أن هناك مؤامرة تحاك ضد الملك من طرف من يسميهم إلى جانب علي المرابط بالبنية السرية، خبر مخيف للمغاربة، أخافني شخصيا كمواطن، قبل أن أبحث عن حقيقته كصحفي، خبر قلت في البداية أنه، إما سيسقط قناع الشرعية عن جيراندو إلى الأبد، أو سيدفع المغاربة للدفاع عن ملكهم وعن ولي العهد بشكل عاجل، ولو تطلب الأمر بالذهاب إلى القصر الملكي بالرباط والمطالبة بتدخل الجيش لحماية رموز الوطن، هذه سيناريوهات مفترضة إذا كانت رواية جيراندو صحيحة، إنما ما خفي أعظم كما يقال، واحدة من الإفتراضات في النهاية تحققت من دون شك.

لن أناقش الأخبار التي ينشرها جيراندو صاحب قناة تحدي، والأخبار التي ينشرها علي المرابط، حول الفساد في النظام المغربي، وفي حاشية الملك، فتلك الأخبار، وبالضبط عند من يسميهم بالبنية السرية، التي يتهم فيها وبتهم ثقيلة عديد من المسؤولين الكبار في مؤسسات الدولة، لا يمكننا نفيها أو تأكيدها إلا بعد الاستماع للأطراف المعنية مثلا او القيام بما تفرضه علينا المهنة في إطار عمل صحفي معين، وبما أن الوقت لم يأتي بعد، فلا يمكننا المساهمة في ترويجها بشكل أعمى، وبعيدا عن وثر اللعب بالمشاعر، في ظل الأوضاع المزرية، لا يمكننا أن نصطف مع من يسميهم علي المرابط وهشام جيراندو وٱخرون بالقطيع ونصدق كل ما يقال، لأن ظروفنا الخاصة وإن كانت توصف بالصعبة مثلا، تتغذى بمثل هذا الكلام، خاصة وأننا نحمل قبعة مهنية، تلزمنا بالتحري، نعم هناك فساد، إنما لا يمكننا أن نرمي التهم يمينا وشمالا ونعلق شماعات الفساد على كل من أشارت له الأصبع من أي طرف، علينا أن نميز كمواطنين، ونتحرى كصحفيين، إنما سأناقش معهما ومع من على شاكلتهما ما يرتبط بخبر وفاة الملك وبوجود مؤامرة ضد الملك وولي العهد، لماذا؟ لأن هذا الخبر يهمني كمواطن قبل أن يهمني كصحفي، ولا داعي يا علي ويا هشام، لا داعي من الخروج في فيديو، والقول، بأنني صحفي تم شرائه ويقول هذا الكلام بأمر ٱمر، وأن مغرب بريس تيفي ممولة من “المخزن” أو ” طيور الظلام” أو ” الكائنات الفضائية” أو المخابرات المغربية، أو البنية السرية، مثلما تفعل ذلك مع مؤسسات أخرى كهسبريس وبرلمان كوم، ما يدفعني للحديث وطرح السؤال هنا، هو وطنيتي كمغربي ومهنيتي كصحفي، وقد أصيب مثلما قد أجانب الصواب.

رغم أنني كنت أتوفر على معطيات تؤكد نفي تلك الإشاعة المرتبطة بوفاة الملك… إلا انني كنت أنتظر هذه الصورة ليكتمل المشهد وتتحقق فرضية ما… ولدي سؤال لمروجي تلك الٱشاعات في الداخل والخارج… ما هو قولكم الٱن وماذا أنتم فاعلون وما هي القصص الجديدة التي ستؤلفونها بعد قصص الانقلاب على الملك وولي العهد.؟

لا أخفيكم انني شعرت بالخوف في البداية، رغم استبعادي لكون ما نطق به جيراندو وما فصل فيه علي صحيحا، إلا أن الطريقة التي كان يتحدث بها جيراندو جعلتني أخاف، كان يبدو صادقا بصراحة، أخاف كمواطن على الملك وولي العهد، رغم علمي بمكانة المؤسسة الملكية في المغرب بين الجميع، وليس فقط بين مؤسسات الدولة، أخاف وأطرح الأسئلة كمواطن قبل أن أبحث عن الأجوبة كصحفي من المصادر الموثوقة، هل صحيح ان الملك مات؟ هل صحيح أن هناك مؤامرة ضد ولي العهد؟ ، هذا خطير جدا، بعد إتصالات من هنا وهناك، تأكدت أن المؤامرة تتمثل في ما يقوله علي المرابط وما يقوله هشام جيراندو وأن ما تكلما عنه في التصريحات المعلومة، يفقدهما الشرعية بالنسبة لي على الأقل، وربما بالنسبة للعديد من المغاربة وإلى الأبد؟ رغم أنني كنت من المتابعين الأوفياء لهما، متابع محايد، أستمع ولا أعلق، وأقول دائما: هل هذا صحيح ؟ هل يعقل هذا؟ أسماء كثيرة مدانة في مقاطعهما، هل هذا معقول؟ هذا السؤال طرحه علي أحد الأصدقاء من المواطنين البسطاء مؤخرا؟ وطرح علي سؤالا يرتبط بما قلتماه عن الملك وعن المؤامرة أيضا، أجبت بالنفي، وقلت :لا تخف على الملك والملكية في المغرب، سأجيبك بالدليل لاحقا، وانتظرت ظهور بعض الدلائل الحاسمة، والدليل واضح هنا، الملك بخير وولي العهد بخير.

إذا هذا اللعب والكذب في موضوع كهذا غايته زعزعة ثقة المغاربة بالمؤسسة الملكية لا يمكن السكوت عنه، أو تجاوزه، ولهذا نطرح السؤال بوضوح: إلى جيراندو وعلي المرابط : هل مات الملك حقا وهل هناك مؤامرة ضد الملك وولي العهد؟ أو مؤامرة ضد الوطن؟

ولا بد من الإشارة إلى أن أزمة التواصل المؤسساتي وتدبير الازمات، المرتبطة هنا ومع كل التقدير والاحترام بمؤسسة وزارة القصور والأوسمة، لماذا كان علينا أن ننتظر كل هذا الوقت، لنرى كمواطنين صورة ولي العهد رفقة الأميرة لالة خديجة في إطار توزيع قفة رمضان لنطمأن عليهما؟ لماذا علينا أن ننتظر الأخبار من وكالة المغرب العربي للأنباء؟  خاصة في مثل هذه المواضيع؟ لماذا لا يكون هناك ناطق باسم القصر الملكي، يخرج ليوضح ما يجب توضيحيه في بعض الأوقات الحاسمة؟ ولماذا كان علينا أن ننتظر كل هذا الوقت كمواطنين، لنرى صورة الملك بضريح محمد الخامس في العاشر من رمضان لنطمأن على الملك، نعم نحن نثق بقوة وصلابة المؤسسة الملكية، ونظير مكانتها في قلوبنا، ألم يكن من الأفضل أن تنشر بلاغا على الأقل ينفي تلك الإشاعات المرتبطة أولا بوفاة الملك، والأهم تلك المرتبطة بالمؤامرة التي تحدث عنها جيراندو، نعم نحن نعلم أن المؤسسة تترفع على الرد على الاشخاص وعن الإشاعات ، إنما هذا ليس خبرا عاديا وعابرا، أو إشاعة عابرة، بل هي إشاعة مسمومة وخطيرة، خبر تم تداوله على نطاق واسع، فيديو جيراندو لوحده تجاوز مليوني مشاهدة على منصة يوتوب فقط، أليس هذا تقصيرا تواصليا ؟ ، وبالعودة لجيراندو وعلي المرابط ومن معهما، هذه الأسئلة التي طرحت هنا ننتظر الرد عليها بوضوح، وبدون لف ودوران، أو الاعتذار عن ما بدر منكما من أخبار ساهمت في إخافتنا كمغاربة على ملك البلاد وعلى ولي العهد، فنحن وكيف ما كانت ظروفنا، وكيف ما كان الظلم الذي قد يتعرض له أي مغربي بمن فيهم هذا المواطن الماثل أمامكم بقبعة الصحفي بين هاته الأسطر، تبقى المؤسسة الملكية فوق كل اعتبار ويبقى الوطن فوق كل جرح، نحن لا ولن نحقد على المؤسسة الملكية وعلى الوطن بسبب قرارات فردية او مؤسساتية هنا أو هناك، سواء من مسؤول حكومي أو قضائي أو سياسي او ترابي، الأمل دائما في المؤسسة الملكية، والوطن يا علي المرابط ويا هشام جيراندو لا يساوم، وربما ستبحثون في ملفات كنا طرفا فيها، وتعرضنا للظلم فيها، لكننا رفضنا تحويلها للمنتظم الدولي تجنبا للإساءة للوطن، ولا زلنا ننتظر فيها إنصاف المؤسسات، وإنصاف الوطن يوما ما، لأننا نصارع لنحافظ على إيماننا بدولة الحق والقانون ودولة المؤسسات، إلى أن يتبع العكس بشكل مباشر، صراعاتنا مع الاشخاص ليست صراعات مع الوطن، صراعاتنا مع الظالمين والفاسدين ليست صراعات مع المؤسسات ومع الوطن، فلماذا لا تركزون على محاربة الفساد مثلما تخبرنا مقاطعكم دائما وتكفون على الإساءة للوطن ورموز الوطن، فهذا ذنب لا يغتفر، ومن المؤسف أن أقنعتكم قد سقطت اليوم بشكل واضح، والفرضية التي تحققت واضحة هنا، سقط القطاع يا علي، سقط القناع يا هشام، لا مجال في ذلك للشك المنهجي او الديكارتي، أم هناك شك أيها السادة والسيدات؟

وللحديث بقية…

__________

محمد الشنتوف

*مدير النشر، صحفي وباحث في الإعلام والتواصل وتدبير الأزمات