الصحافة بمهنية ورؤية إبداعية

رئيس جامعة فاس يفتتح المؤتمر الدولي حول السينما والصحافة المنظم من طرف مختبر الدراسات الأدبية واللسانية وعلوم الإعلام والتواصل 

فاس|تغطية خاصة| بقاعة المحاضرات بكلية الآداب والعلوم الإنسانية سايس – فاس، انطلقت صباح يوم الخميس 22 ماي 2025 أشغال المؤتمر الدولي “السينما والصحافة: نظرات متقاطعة على المجتمع”، الذي ينظمه مختبر الدراسات الأدبية واللسانية وعلوم الإعلام والتواصل بجامعة سيدي محمد بن عبد الله، يومي 22 و23 من ماي الجاري، في سياق أكاديمي منفتح على مواضيع الساعة في المجتمع المغربي، ويعكس دينامية التفكير في أدوار الفن والإعلام داخل المجتمع المعاصر.

في الجلسة الافتتاحية التي حضرها أكاديميون ومبدعون من داخل المغرب وخارجه، أكد رئيس الجامعة مصطفى اجاعلي، أن تنظيم هذا المؤتمر يندرج ضمن رؤية الجامعة لإعادة هيكلة منظومة البحث العلمي، مشيراً إلى إطلاق بنية جديدة للمختبرات الجامعية تتكون من 80 مختبراً تغطي مختلف المؤسسات التابعة للجامعة.

وقال رئيس الجامعة إن هذه الدينامية تهدف إلى الارتقاء بمستوى النشر العلمي وتعزيز حضور الجامعة في المحافل الوطنية والدولية.

كما نوه إجاعلي باللجنة التنظيمية للمؤتمر، التي اختارت موضوعاً يجمع بين العمق النظري والراهنية التطبيقية، وأشاد بما يقدمه مختبر الدراسات الأدبية واللسانية وعلوم الإعلام والتواصل ، مؤكدا دعم الجامعة لمثل هذه المبادرات الأكاديمية التي تعزز رؤية الجامعة وتؤكد إنفتاحها على محيطها في مختلف المواضيع.

من جانبه، عبّر عميد الكلية، سمير بوزويتة، عن فخره بتنظيم هذا اللقاء، الذي اعتبره مناسبة لفتح نقاش فكري حول علاقة معقدة يتقاطع فيها الإعلام مع الفن، ويتداخل فيها التوثيق مع التعبير.

وأضاف: “الصحافة تكتب التاريخ، والسينما تصون الذاكرة. وكل منهما يساهم بطريقته في بناء وعي المجتمع”، مشيرا إلى أن موضوع الندوة في غاية الأهمية.

وأكد عميد الكلية أن هذا المؤتمر سيكون ناجحا بفضل ما يحمله من زخم فكري، وبفضل برنامجه الغني بالأسماء الأكديمية والصحفية والسينمائية البارزة، مثل الكاتبة المبدعة غيثة الخيار والمخرج الكبير عبد الرحمان التازي، الذي حيّاه بكلمات مؤثرة قائلاً: “نبل ذوقه الرفيع هو دليل على أن الفن الذي يقدمه تعبير عن إنسانية رفيعة”.

بكلمات امتنان، توجه الأستاذ محمد القاسمي مدير مختبر الدراسات الأدبية واللسانبة وعلوم الإعلام والتواصل بدوره بالشكر إلى رئيس جامعة سيدي محمد بن عبد الله، والمعهد الوطني للبحث العلمي والتقني، وكلية الآداب والعلوم الإنسانية، وكذا المنسقتين الأكاديميتين للمؤتمر، الأستاذتين فايزة كنون وحكيمة الوكيلي، “على مهارتهما في التواصل والتنسيق”.

واعتبر القاسمي أن المؤتمر يأتي تنفيذاً لاستراتيجية الجامعة في دعم البحث العلمي، خاصة بعد تجديد اعتماد المختبر المنظم، مشدداً على أن اللقاء يشكل لحظة علمية متميزة لمساءلة أوجه التقاطع بين الصحافة والسينما.

وفي تقديمه لمسألة العلاقة بين المجالين، أشار القاسمي إلى أن السينما لا تسعى إلى نقل رسائل مباشرة، بل تعبر عن الظواهر والمواضيع عبر الإبداع، في حين أن الصحافة ترتبط بمسؤولية الحقيقة ونقل الوقائع دون تحريف.

وأضاف: “الصحفي هو الرجل المغامر الذي يعيش في حركة دائمة، بينما السينمائي يوظف تلك الحركة عبر قوته السردية وبصريته الفنية”.

من جهتهما، عبّرتا الأستاذتان فايزة كنون أستاذة الفرنسية والتواصل وحكيمة الوكيلي أستاذة الفرنسية. التواصل بكلية الأداب بجامعة سيدي محمد بن عبد الله، عن اعتزازهما بتنظيم هذا المؤتمر، حيث وجهتا الشكر إلى كافة الشركاء والمشاركين، وأكدتا أن اللقاء يشكل محطة نوعية في مسار النقاش الأكاديمي حول وظائف الفن والإعلام في المجتمع.

الجلسة الافتتاحيةشكلت إعلاناً عن انطلاقة حوار مفتوح بين الباحثين والممارسين حول ما تختزنه السينما والصحافة من أدوار، وما يمكن أن يقدماه من رؤى لفهم تحولات المجتمع.