الصحافة بمهنية ورؤية إبداعية

بعد فوز الجزائر على حساب المغرب بالمقعد الإفريقي.. محمد واموسي يكتب : السيد ناصر بوريطة، مع كامل احترامنا لك..هذه المرة أخطأت…

على هامش انتخاب ممثلة الجزائر سلمى حدادي نائبة لرئيس مفوضية الاتحاد الإفريقي، إثر تفوقها على المرشحة المغربية لطيفة أخرباش والمرشحة المصرية حنان مرسي في الانتخابات التي جرت ضمن أشغال القمة الـ38 للاتحاد الإفريقي في أديس أبابا كتب ااصحفي محمد واموسي على حسابه بمنصة التواصل الاجتماعي فايسبوك “السيد ناصر بوريطة، مع كامل احترامنا لك..هذه المرة أخطأت”

نحن أول من يشيد بإنجازاتك الدبلوماسية حين تحقق اختراقات، خاصة في ملف وحدتنا الترابية، لكن عندما يحصل خطأ بحجم ما وقع في انتخابات نائب رئيس مفوضية الاتحاد الإفريقي في أديس أبابا، فلا بد من قول الأمور كما هي.

نعم ، فوز وزير الخارجية الجيبوتي الدبلوماسي المخضرم محمود علي يوسف بمنصب رئيس المفوضية الأفريقية إنجاز مهم و أعرف جيدا مدى دعم الرجل و بلاده لوحدة المغرب الترابية و قال لي ذلك بلسانه خلال لقائي به بمعية فخامة الرئيس إسماعيل عمر جيله في باريس ،لكن لنتخيل حجم المكاسب لو كان المغرب نال منصب نائبه بدل تركه لدولة نزلت بكل ثقلها المالي و حمل وزير خارجيتها الحقائب الجلدية بمعية مساعديه حتى داخل مبنى الاتحاد الأفريقي يوم التصويت

مع كامل الاحترام للأستاذة لطيفة أخرباش، وهي شخصية محترمة وتشرفت مؤخراً بلقائها خلال الكونغرس العالمي للإعلام في أبوظبي، إلا أن الدفع بها إلى هذه المعركة كان قرارًا غير موفق على الإطلاق.

نعم السيدة لطيفة أخرباش شغلت العديد من المناصب المرموقة، منها الوزيرة المنتدبة لدى وزير الخارجية، وسفيرة المغرب في كل من تونس وبلغاريا، إلى جانب رئاستها حاليا للهيئة العليا للاتصال السمعي البصري (الهاكا)،لكنها لم تكن الاختيار الأنسب لخوض هذه المعركة

لماذا؟…لأنها ببساطة بعيدة عن كل البعد عن الدهاليز الأفريقية ،و ليست الشخصية المناسبة لموقع يحتاج إلى معرفة دقيقة بالكواليس الإفريقية، والعلاقات العميقة داخل الاتحاد الإفريقي.

هل يعقل أن نرشّح لمنصب استراتيجي شخصية لا تملك أي تجربة داخل الاتحاد الإفريقي، ونضعها في مواجهة مرشحة جزائرية تعمل أصلا سفيرة في أديس أبابا منذ سنوات وتعرف دهاليز المنظمة أكثر من مسؤوليها؟

كيف ننتظر الفوز في معركة لم نستعد لها بالشكل الصحيح؟

هذا ليس مجرد خطأ، بل سوء تقدير دبلوماسي كبير !

نحن نعلم أن الجزائر تجيد اللعب في الكواليس، وأن معركتنا داخل الاتحاد الإفريقي لا تحتمل أي ارتجال أو اختيارات خاطئة، خاصة في هذه المرحلة التي نعمل فيها على تصحيح خطأ تاريخي ارتكبه المغرب عام 1984 بانسحابه من الاتحاد الإفريقي وترك الساحة فارغة للنظام الجزائري إلى أن أقحم بالأموال و الرشاوي صنيعه “البوليساريو” في عضوية الاتحاد الإفريقي.

لكن منذ عودتنا عام 2017، تغيّرت المعادلة، وبدأنا نضيّق الخناق على النظام الجزائري، و سحبت دول إفريقية عديدة اعترافها بالكيان الوهمي وفتحت قنصلياتها في العيون والداخلة.

ومع ذلك، لا يزال هناك الكثير من العمل، وهذه المواقع الحساسة يجب أن تُمنح لسفراء ميدانيين يعرفون جيدًا كيف تُدار اللعبة في أديس أبابا، وليس لشخصيات لا علاقة لها بهياكل الاتحاد الإفريقي.

والنتيجة..منح المغرب بعض الأصوات مجاملةً، بينما ذهبت الأصوات الحاسمة للمرشحة الجزائرية لأنها ببساطة تلم بما يجري في الكواليس الأفريقية !

لهذا، وبكل صراحة، أقولها لك السيد ناصر بوريطة، هذه المرة أخطأت… وغلطة الشاطر بألف !

في معارك الدبلوماسية الإفريقية، لا مجال للمجاملات ولا مكان للقرارات غير المدروسة…هذه الساحة تحتاج إلى استراتيجيات محكمة، ومرشحين ميدانيين يعرفون خبايا الاتحاد الإفريقي ويملكون شبكة علاقات قوية داخله.

الرهان القادم أكبر وأخطر، فنحن لا نخوض سباقًا على مناصب بروتوكولية، بل نقاتل لتصحيح خطأ تاريخي استغله خصومنا لعقود.

لذلك، لا بد من اختيار الجنود المناسبين للمعركة، لأن أي خطوة خاطئة…قد تكلّفنا الكثير