الصحافة بمهنية ورؤية إبداعية

المخرج محمد عبد الرحمن التازي لمغرب بريس تيفي: السينما فقدت جمهورها…والصحافة تحتاج للضبط والملحون مشروعي القادم

الجامعة اليوم تخرج طلبة باحثين في الدكتوراه لم يسبق لبعضهم أن دخلوا قاعة سينما واحدة

محمد عبد الرحمان التازي | مخرج مغربي

 حاوره| محمد الشنتوف

فاس||في إطار تغطيتها الخاصة لأشغال المؤتمر الدولي حول “السينما والصحافة”، الذي نظم نهاية ماي المنصرم بمدينة فاس من طرف مختبر الدراسات الأدبية واللسانية وعلوم الإعلام والتواصل بجامعة سيدي محمد بن عبد الله، بشراكة مع المركز الوطني للبحث العلمي والتقني، التقت جريدة مغرب بريس تيفي بالمخرج المغربي الكبير محمد عبد الرحمن التازي، أحد أبرز رموز السينما النضالية في المغرب، للحديث عن واقع العلاقة بين السينما والصحافة والجامعة، وعن نظرته المتشائمة لمستقبل السينما الجادة، ومشاريعه القادمة.

كيف تنظرون إلى العلاقة بين السينما، والصحافة، والجامعة المغربية؟ | أول ما ألاحظه، هو أن جيلي نشأ في زمن كانت فيه الأندية السينمائية نشطة داخل الجامعات والثانويات. كانت تلك النوادي تساهم في تكوين جمهور مثقف سينمائيا، يعي بأن السينما ليست فقط ترفيها، بل محور ثقافي أساسي. للأسف، لم تعد هذه النوادي موجودة اليوم، وهو أمر محزن.

الجامعة اليوم تخرج طلبة باحثين في الدكتوراه لم يسبق لبعضهم أن دخلوا قاعة سينما واحدة! ربما لأن القاعات غير متوفرة في مدنهم أو قراهم. لذلك، نحتاج إلى وعي جماعي بأهمية السينما كمجال ثقافي ونضالي. وهنا يجب أن يتحرك المجتمع المدني، لأن هذه المبادرات لا تأتي من الإدارة، بل من الطلبة أنفسهم.

ما تقييمكم لموضوع المؤتمر الذي يجمع بين الصحافة والسينما |موضوع مهم للغاية. هناك علاقة قديمة ومتعددة الأبعاد بين المجالين، لكن في ظل تطور الإعلام الرقمي، أصبحت هناك مخاطر حقيقية. الصحافة الإلكترونية اليوم تفرض “حقيقتها” كما لو كانت الحقيقة الوحيدة، ما يعطيها تأثيراً كبيرا على الرأي العام.

لذلك من الضروري التمييز بين المعلومة الخبرية التي تهدف إلى التوعية، والمحتويات التي تنشر فقط من أجل الربح المادي أو لأغراض مصلحية، هذا الوعي ضروري اليوم أكثر من أي وقت مضى.

أما السينما، فقد كانت في السابق أداة للتنوير والنضال، كما رأينا مع المخرجين الكبار أمثال بنبركة، الدرقاوي، والمعنوني… اليوم هناك ميل متزايد نحو السينما التجارية والفكاهية، وهو توجه أراه غريباً. الجمهور لم يعد يهتم إلا بالتسلية، وهذا أمر غير عادي في نظري.

هل هذا ما يفسر قلقك حول مستقبل السينما التي تسميها “نضالية“؟| بالضبط. أطرح على نفسي سؤالا بسيطا: لمن سأُخرج أفلامي؟ إن لم يعد هناك جمهور مهتم، فلمن؟

السينما التي تهتم بالتراث، والتي أعتبرها جزءاً من الهوية المغربية، لم تعد تحظى بأي اهتمام لا من طرف الجمهور، ولا من طرف الدعم العمومي. السينما المغربية، في تقديري، لا يمكن أن تستمر دون دعم الدولة، لكن للأسف هذا الدعم بدأ ينصرف عن النوع الذي أؤمن به. وبالتالي، فهذه السينما مهددة بالموت.

هل من مشاريع فنية مقبلة؟ |نعم، هناك مشروع أشتغل عليه حاليا حول الملحون المغربي، كجزء من هذا التراث الثقافي الذي يجب أن نحافظ عليه.

ما زلت أؤمن بأن السينما قادرة على أداء دورها التنويري، إذا وجد جمهور يقدّر هذا النوع من الفن، ووجد دعم يعترف بأهميته.

محمد عبد الرحمن التازي يختزل في هذا الحوار أزمة هوية تعيشها السينما المغربية اليوم، بين تيار تجاري يكتسح السوق، ومحاولات خجولة لصون الذاكرة الثقافية عبر الشاشة الكبيرة

وقد فاز المخرج التازي  بعدة جوائز ، من أبرزها جائزة الدورة الثالثة من مهرجان غولدن فيمي للسينما، الذي أقيم  بصوفيا محتفيا بفلمه “فاطمة السلطانة التي لا تنسى”.

الفيلم يتطرق لسيرة ذاتية مميزة  تستعرض حياة المفكرة الراحلة فاطمة المرئيسي.