الصحافة بمهنية ورؤية إبداعية

خطابات ملكية محفزة للشباب ومسؤولون يدمرون الأمل في المستقبل

من الخطابات الملكية التي أكد فيها جلالة الملك على ضرورة دعم وتشجيع الشباب، والتي تؤكد للأسف أن هناك بعض المسؤولين اللذين يكتفون بالسمع ولا يعرفون طريقا للتنزيل الناجع لتوجيهات الملك، لنتأمل هذا المقتطف من خطاب الملك، في 20 غشت 2018، بمناسبة الذكرى الخامسة والستين لثورة الملك والشعب.

 

“فلا يمكن أن نطلب من شاب القيام بدوره وبواجبه دون تمكينه من الفرص والمؤهلات اللازمة لذلك. علينا أن نقدم له أشياء ملموسة في التعليم والشغل والصحة وغير ذلك. ولكن قبل كل شيء، يجب أن نفتح أمامه باب الثقة والأمل في المستقبل …”

 

وهنا لا بد من التسطير على الجملة التالية ” ولكن قبل كل شيء، يجب أن نفتح أمامه باب الثقة والأمل في المستقبل …”وهنا جاز لنا أن نطرح السؤال حول تصرفات بعض الأشخاص اللذين يستفيدون من امتيازات الوطن في عدة مناصب،  ويتفننون ويبدعون في إحباط الهمم، والظلم والطغيان بمختلف أشكاله، هذه الملاحظة لا تقتصر على قضايا الشباب، وإنما على قضايا كثيرة، فمجهودات المؤسسة الملكية واضحة في إتجاه تعزيز دولة الحق والقانون، إلا أن المسؤولين اللذين يشيدون بالخطابات ويحتفلون بالمناسبات في مختلف المنصات، هم نفسهم من تخونهم الضمائر في تنزيل الأفعال الكفيلة بتنزيل توجيهات جلالة الملك نصره الله وأيده، إنهم يفتخرون بظلمهم وطغيانهم، ولكن لكل بداية نهاية، ولكل قصة سر وحكاية، وسيأتي الوقت المناسب للحديث عن الأسرار في بعض القصص.

ويضيف جلالة الملك في ذات الخطاب” فتمكين الشباب من الانخراط في الحياة الاجتماعية والمهنية ليس امتيازا،  فمن حق أي مواطن، كيفما كان الوسط الذي ينتمي إليه، أن يحظى بنفس الفرص والحظوظ من تعليم جيد وشغل كريم.” .

هذا المقتطف يذكرني بتصرفات معينة عشتها شخصيا كشاب مغربي قام بواجبه في جانب التعليم والتحصيل والرغبة في الإبداع في مجال اشتغالي، إلا أنني لم أجد سوى تحطيم الأمل في المستقبل، وبعض الدعم والتشجيع من جهات معينة، ووجدت نفسي أحيانا أمام أشخاص يعتقدون بل ويؤمنون بأن مؤسسات الدولة مكتوبة في أسماء أسرهم، ويطلبون منك احترامهم وهم لا يحترمون انفسهم وثقة الوطن فيهم، وجاز لهم إستعمال سلطاتهم للظلم والطغيان، وقد نالني ما نالني في هذا الإطار،  ولولا صبري واحتسابي وإيماني بدولة الحق والقانون والمؤسسات، لكانت النتائج وخيمة، وما حدث بالفعل ليس سهلا، فهو بمتابة الحكم بالإعدام على أحلام وطموحات شاب، يشهد له مساره المهني والأكاديمي بالإتزان والوطنية، ولكل حساب أوانه، ولكل وقت حديثه،   لكن ما حدث ومهما حدث، لا ولن يمنعني من الإيمان الدائم بما يقوم به الملك، وأيضا بعض رجال الدولة لدعم وتشجيع الشباب، دون شطط في استعمال السلطة، أو استعمالها عبر الهواتف والاتصالات لإحباط العزائم وإلحاق الضرر بالشباب، إلا أن شباب مغرب اليوم المؤمن بنفسه وكفاءته وبملكه ووطنه وبرجال الدولة والوطن الأخيار في زمن الأشرار،والرجال في زمن الأنذال، لا يمكن أن ينجر للهاوية أو يسيئ لوطنه ومؤسسات وطنه مهما حدث، فالمؤسسات هي مؤسسات  دولة ضاربة في العراقة والمجد، وليست ملك أي مسؤول كيف ما كان،  وعليه أن ينطلق مجددا نحو الأمام بكل رزانة وهدوء.

 

مناسبة استذكار وتحليل هذا الجزء من خطاب الملك محمد السادس نصره الله، ذكرى ثورة الملك والشعب، وعيد الشباب، فالشعب دائما كان وسيبقى مع الملك، والشباب المغربي مهما تعرض للظلم والطغيان، ينتهي به المطاف في النهاية للإيمان بما يمكن أن يقوم به الملك،وبما يمكن أن يقوم به لصالح وطنه بكل فخر واعتزاز ووطنية، وبما يمكن أن يقوم به من أجل نفسه في مختلف الظروف، مستمعا لخطابات الملك، ومؤمن بها، وبمجهودات بعض رجال الدولة، اما البعض ممن يخون الأمانة فله حساب عسير، ينطبق عليه المعنى الديني” يمهل ولا يهمل”.

 

*صحافي، باحث ومستشار في الإعلام والتواصل وتدبير الأزمات

مدير نشر جريدة مغرب بريس تيفي