الصحافة بمهنية ورؤية إبداعية

نموذج عمل غرفة التجارة والصناعة والخدمات لجهة الرباط-سلا-القنيطرة..موضوع ندوة دولية حول شراكة الإعلام وكفاءات مغاربة العالم كرافعة أساسية للمساهمة في الاستراتيجية التجارية والصناعية للجهوية المتقدمة

اجتمعت ثلاث مؤسسات وطنية، في أمسية رمضانية، اليوم الجمعة 21 مارس بالرباط، لمناقشة سبل تعزيز علاقات التعاون بين مغاربة الداخل والخارج، وتشجيع مناخ الاستثمار، ودعم مبادرات كفاءات مغاربة العالم،  يتعلق الأمر بكل من غرفة التجارة والصناعة والخدمات لجهة الرباط-سلا-القنيطرة، وجامعة الكفاءات المغربية بالخارج، والنقابة الوطنية للصحافة المغربية.

وكان موضوع الندوة الدولية المنظمة حول : شراكة الإعلام وكفاءات مغاربة العالم رافعة أساسية للمساهمة في الاستراتيجية التجارية والصناعية للجهوية المتقدمة،” غرفة جهة الرباط سلا القنيطرة نموذجا ”

في هذا الإطار قال الحسين تالموس، النائب الأول لرئيس غرفة التجارة والصناعـة الخدمات لجهة الرباط-سلا-القنيطرة حسن الساخي، قال أن هذه الشراكة، لها دورها الهام في مواكبة والمساهمة في خلق الثروات وفرص الشغل ،مؤكدا أن مغاربة العالم يساهمون في تحفيز عملية الاستثمار.

وأشاد ذات المتحدث بالمبادرة الملكية لتأسيس المؤسسة المحمدية للمغاربة المقيمين بالخارج، مؤكدا أن الغرفة تعمل على التنزيل الفعلي للمبادرة الملكية، التي تهدف إلى جعل مغاربة العالم في قلب  ديناميات الاستثمار.

ودعا الحسين تالموس إلى التفكير في خلق آليات للتحاور المعزز بالمبادرات الخلاقة، والحوار الايجابي وإقامة علاقات دائمة مع الكفاءات المغربية بالخارج .

وقال الدكتور رضوان القادري، رئيس جامعة الكفاءات المغربية المقيمة بالخارج، أن موضوع الندوة تم اختياره بعناية، لما له من أهمية في السياق الوطني والدولي، انسجاما مع التوجيهات السامية لجلالة الملك محمد السادس نصره الله.

واعتبر ذات المتحدث أن الشراكة بين النقابة والغرفة والجامعة، تعد شراكة فريدة تجمع بين ثلاث إطارات، تعمل بجد لتساهم في تعزيز الهوية المغربية على الصعيدين المحلي والدولي، مما سيمكنها من لعب دور متميز لخلق فرص استثمارية جديدة ولاسيما في إطار الجهوية المتقدمة.

وأشار نقيب الصحفيين المغاربة، عبد الكبير اخشيشن إلى الدور الفعال لمغاربة العالم على مختلف الأصعدة، مؤكدا أن الخطابات الملكية لطالما وجهت رسائل واضحة لتعزيز هيكلة المؤسسات التي تعنى بقضايا مغاربة المهجر، وخاصة التوجه نحو إحداث المؤسسة المحمدية لمغاربة العالم، التي تفتح ورشا جديدا لتعزيز الإهتمام بهذه الفئة الفاعلة.

وأكد عبد الكبير اخشيشن أن النقابة تعمل على تعزيز الاهتمام الإعلامي بقضايا مغاربة العالم، معتبرا أن ذلك يعتبر واجبا مهنيا في زمن حاولت وتحاول فيه التفاهة فرض نفسها، مشيرا إلى أن هذا الورش يقع ضمن أولويات عمل النقابة إلى جانب ورش إصلاح المهنة، مجددا في الوقت ذاتة الإشارة إلى أهمية النظر بإيجابية لنقاط الضوء في مغرب اليوم.

وأضاف ذات المتحدث “مساطر الاستثمار تبقى معقدة، ويجب اعتماد برنامج خاص يشجر كفاءات مغاربة العالم بشكل أفضل، لأن الجالية المغربية قوة ناعمة، تحتاج للدعم القانوني والتشريعي، وتجاوز الصو،ة النمطية حول مغاربة العالم، والعمل على استقطاب الكفاءات في مختلف المجالات.

وفي حديثه عن دور غرفة التجارة والصناعة والخدمات قال اسماعيل بوصحابة، الباحث والمتخصص في الغرف التجارية، قال أن الغرفة هي النموذج المتميز لتعزيز العلاقات المؤسساتية بين الوطن وأبنائه بالخارج، معتبرا أن اختيار نموذج الغرفة هو خيار استراتيجي،  كونها مؤسسة وطنية تعمل على تشجيع مناخ الإستثمار، وتتكون من جهاز إداري تدبيري قار ووجهاز منتخب يسير الشؤون الاقتصادية .

وفيما يخص مهامها، ركز على إبراز ثلاث أدوار، حصرها في مهمة التمثيلية ، اي تمثيل المهنيين في مختلف القطاعات، ومهمة استشارية، بحيث أن الحكومة مجبرة على حد تعبيره بالإستشارة مع من يمثل المهنيين، ثم مهمة الدعم والترويج.

وأشار إلى الدور الذي يلعبه مركز الوساطة والتحكيم الذي يتخذ من الغرفة مقرا له، حيث يلعب دورا في علاقته مع المستثمرين الأجانب، مؤكدا على أهمية وضرورة تعزيز المنظومة القانونية، لتكون محركا للتنمية الجهوية في علاقتها بمغاربة الداخل والخارج.

وفي جوابه عن سؤال: ما الذي قامت به الغرفة في العلاقات المؤسساتية الدولية والاستثمارية؟، قال إسماعيل بوصحابة، أن الغرفة لعبت وتلعب دورا مهما فيما يسمى بالديبلوماسية الاقتصادية، من خلال استقبال الوفود وتبادل الزيارات، كما أن الغرفة عضو في مجموعة غرف البحر الأبيض المتوسط، و غرف مؤتمر الكونفدرالية التي تضم الغرف التجارية الفرنكفونية.

وعن زمن التحول الرقمي ، أشار إلى مشروع الغرفة الذكية، الذي أطلقته الغرفة، كمشروع حيوي يتفاعل مع متطلبات الجيل الجديد، وباعتباره مجالا للترويج وللتنسيق بين الجهود، عبر استعمال تقنيات الذكاء الرقمي.

وعبر ذات المتحدث عن طموحه ليكون هذا اللقاء بمتابة انطلاقة فعلية وحقيقة لتحقيق الأهداف المرجوة، بين المغرب وأبنائه في الداخل والخارج.

من جانبه، عبر سهيل شقشاق ، رئيس لجنة تطوير العلاقات والتوكيلات التجارية الوطنية والدولية بغرفة التجارة والصناعة والخدمات، عبر في مداختله عن تجديد الدعوة للشباب المغربي عبر دول العالم للاستفادة من فرص الاستثمار،مؤكدا أن مغاربة العالم يعبرون عن الهوية الممتدة للمغرب، ويحملون عشقا لا محدود لبلدهم، ويرسمون صورة مشرفة عن بلادهم، ويساهمون في تطوير الابتكار، وبفضلهم أصبح للمغرب حضور كبير في مختلف المجالات.

وأشار إلى ان مثل هذه اللقاءات تعد من ركائز التلاحم الوطني، مؤكدا أن مغاربة الداخل هم ضيوف الكفاءات المغربية التي حضرت من مختلف الدول، ومنوها بحجم الاستثمارات وتحويلات مغاربة الخارج نحو بلدهم والتي بلغت 117 مليار درهم ف 2024، مما يساهم في تعزيز بنك الاحتياط المغربي من العملة الصعبة، ويمنح فرصة مهمة للاقتصاد الوطني للتعاطي بشكل فعال مع السوق الدولية.

 

وفي الوقت ذاتة، وضح شقشاق أنه ورغم أن الاستثمار في المغرب لا زال يواجه تحديات وعراقيل قانونية ، إلا أن مغاربة العالم عملو على إطلاق مجموعة من المشاريع في مختلف المجالات، مشيرا إلى أهمية الاستفادة من القانون الإطار الجديد للاستثمار، لا سيما أننا مقبلين على تنظيم كأس العالم، وهو ما يستدعي تحسين مناخ الأعمال وتقديم ضمانات الاستثمار الناجح ، والعمل على توفير الشروط الموضوعية لاستقطاب مغاربة العالم وتشجيع مبادراتهم، باعتبارهم سفراء غير رسميين للمغرب في دول إقامتهم، ونظير الدور الهام الذي يقومون به في الدفاع عن الوحدة الترابية، والتعريف بعدالة القضية، وكذا المساهمة في إقامة علاقات اقتصادية مهمة مع مختلف دول العالم، معتبرا أن النظرة للمستقبل تقوم على خمس ركائر:

●تعزيز مساهمتهم الفاعلة، وخاصة فئة الشباب.
●معالجة العراقيل بمختلف أشكالها
●تسهيل الاستثمار الفعال في مختلف المجالات
●دعم الديبلوماسبة الموازية.
●استقطاب الكفاءات المغربية بالخارج بطرق حديثة وموضوعية.

وتناولت آخر المداخلات موضوع، ” دور الكفاءات المغربية المقيمة بالخارج في التنمية المغرببة، الفرص والتحديات، في سياق تعزيز السيادة الوطنية، قدمها الدكتور رشيد المدني .الباحث في شؤون الهجرة والجاليات، المندوب المغاربي لجامعة الكفاءات المغربية المقيمة بالخارج، والذي أكد أنه موضوع متشابك، يصعب فيه الفصل، معتبرا أن هذه الندوة هي بمتابة جواب في إطار السلوك السياسي والمدني لمغاربة الداخل والخارج، وهم يجسدون حالة استثمارية لثورة الملك والشعب، والتلاحم بين مكونات السيادة والوحدة الوطنية.

وأضاف”نحن أمة ليست على قارعة الطريق، المغرب هو الدولة الأولى التي اعترفت بالولايات المتحدة الأمريكية، ونحن نبحث عن تعزيز هذه السيادة ، وتعزيز مظاهر الالتحام بين الملك والشعب، مشددا على أهمية دور الكفاءات المغربية بالخارج في التنمية بالداخل، في سياق تعزيز السيادة الوطنية، ومؤكدا ان جامعة الكفاءات المغربية بالخارج، نموذج يستحق الإشادة، هذه المؤسسة التي تأسست سنة2011 استجابة وتفاعلا، مع الدعوة الملكية لمأسسة الفعل السياسي والمدني لمغاربة الخارج ، وفي 2015 اختارت أن تكون جامعة للكفاءات المغربية بالخارج، لتجسد مواطنتها المغربية من جهة وانفتاحها على الكفاءات المغربية الغير المهاجرة من جهة ثانية.

وأردف” نحن كفاءات تحتاج للتشجيع، هناك هدر سحيق للكفاءات والامكانيات بالخارج، والملك محمد السادس نصره الله أكد أنه غير راضي على عمل المؤسسات التي أنيطت بها مهمة الاهتمام بهذه الفئة طيلة السنوات الماضية، وقدم مبادرة تأسيس المؤسسة المحمدية لمغاربة العالم، للعمل على تنزيل الدستور المغربي الذي عزز قوة وصلابة الجبهتين الداخلية والخارجية للوطن، مؤكدا أن هذه القوة ستعزز سبل تحقيق السيادة الوطنية على مختلف الأصعدة .

وعرف هذا اللقاء توقيع اتفاقية شراكة ببن الأطراف الثلاثة، وتكريم مجموعة من الكفاءات النسائية من مغربيات العالم اللواتي قدمن مساهمات بارزة في سياق خدمة مصالح الوطن، داخل وخارج البلاد .