عيد الشباب 2025: رهان الشباب وأمل المستقبل في ظل القيادة الملكية
لم يقتصر تركيز جلالته على المستوى الوطني فحسب، بل توسّع إلى أبعاد قارية وإنسانية، معتبرًا أن:
“… الشباب الإفريقي يشكل قوة التغيير والتنمية في القارة … الاستثمار في قدراتهم هو الضمانة لبناء إفريقيا مزدهرة.”
■ ذ. منير الكماني مهندس مدني، كاتب فيمجلة ناطقة بالألمــانية
ألمانيا|يطلّ على الأمة المغربية يوم الحادي والعشرين من غشت عيد خالد، تتجدد فيه معاني الوفاء والولاء، إذ يحتفي الوطن بذكرى ميلاد مولانا أمير المؤمنين، صاحب الجلالة الملك محمد السادس نصره الله وأيّده، الذي يشكّل ميلاده السعيد عيدًا للشباب وموعدًا للأمل المتجدد في حاضر الأمة ومستقبلها. وفي هذه المناسبة السعيدة، يتشرّف الشعب المغربي، بمختلف فئاته، برفع أسمى آيات التهاني والتبريك إلى المقام العالي بالله، مبتهلين إلى العلي القدير أن يمدّ في عمر جلالته، ويبارك مسعاه، ويحفظه بما حفظ به الذكر الحكيم، قرير العين بولي عهده صاحب السمو الملكي الأمير الجليل مولاي الحسن، وصنوه السعيد صاحب السمو الملكي الأمير مولاي رشيد، وسائر الأسرة الملكية الشريفة.
إن اقتران عيد الشباب بعيد ميلاد جلالة الملك ليس مجرد تقويم زمني، بل هو اختيار رمزي بليغ، يجسد التلاحم الوثيق بين العرش والشباب، بين القيادة والرأسمال البشري للأمة. ففي ميلاد الملك ميلاد للأمل، وفي عيد الشباب ميلاد لطموح متجدد، يجتمعان معًا ليؤكدا أن بناء مغرب الغد إنما يقوم على وحدة القيادة والرعية، وعلى جعل الشباب في قلب كل إصلاح ومشروع تنموي. لقد بارك الله هذا الوطن بقائدٍ آمن بأن الشباب هم سر القوة، وعماد النهضة، ورهان الحاضر وأمل المستقبل.
الشباب… نبض العرش ورهان الإصلاح
منذ اعتلائه العرش، حرص جلالة الملك محمد السادس على جعل الشباب في قلب أولوياته. ففي خطاب العرش:
“إن … تشغيل الشباب والنهوض بالعالم القروي والشرائح الاجتماعية والمناطق المعوزة وتأهيل الموارد البشرية…”
أكد جلالته أن الشباب المغربي هو الرأسمال البشري الذي يتعين تثمينه وتأهيله ليضطلع بدوره في بناء وطن متقدم. وقد أعقب هذا التوجيه إطلاق مبادرات نوعية تشمل بناء مراكز التكوين، تطوير برامج التأهيل، وتشجيع المبادرات المقاولاتية.
الشباب في البرلمان… صوت المشاركة وسبيل الاندماج
في إطار حرصه على إشراك الشباب في الحياة العامة، جاء في خطاب افتتاح البرلمان:
“… تجديد العهد … وتفعيل دور المجتمع المدني … وتوفير الظروف الملائمة لمواصلة تنفيذ البرامج والمشاريع التنموية، وخلق فرص الشغل، وضمان العيش الكريم.”
وطالب جلالته بالإسراع بإحداث مجلس استشاري للشباب والعمل الجمعوي، وجعل التكوين المهني مدخلًا لاندماجهم الفعلي في سوق الشغل، وهو ما تجسّد في إنشاء مدن للمهن والكفاءات.
طاقة الوطن وعنوان العزة
في خطاب ثورة الملك والشعب (20 غشت):
“… هذه الذكرى التي تخلد التحام الأمة جمعاء بقائدها … واستحضار ما يختزنه جيل المستقبل من طاقات إبداعية وإمكانات بشرية هائلة…”
وكرر جلالته في مناسبات أخرى أن النهوض بأوضاع الشباب هو حجر الزاوية في مسار التنمية الوطنية، داعيًا إلى بلورة ميثاق وطني يجعل الشباب في قلب الأولويات، لقيادة النموذج التنموي الجديد.
الشباب والعالم: رؤية قارية وإنسانية
لم يقتصر تركيز جلالته على المستوى الوطني فحسب، بل توسّع إلى أبعاد قارية وإنسانية، معتبرًا أن:
“… الشباب الإفريقي يشكل قوة التغيير والتنمية في القارة … الاستثمار في قدراتهم هو الضمانة لبناء إفريقيا مزدهرة.”
يتضح من تتبع الخطب الملكية السامية أن الشباب ظلّ دائمًا في صميم الرؤية الاستراتيجية لجلالة الملك محمد السادس نصره الله وأيّده، حيث اعتُبروا ثروة لا تنضب ورأسمالًا بشريًا متجدّدًا، ورهانًا مصيريًا على الحاضر والمستقبل. ولم تقف هذه الرؤية عند حدود الخطاب، بل تجسّدت في مبادرات وسياسات عملية: من إحداث مدن المهن والكفاءات، إلى إطلاق المبادرة الوطنية للتنمية البشرية، إلى دعم المقاولة والتشغيل، وتوفير الفضاءات الثقافية والرياضية، بما يجعل الشباب في قلب التحولات الكبرى التي يشهدها المغرب.
إن عيد ميلاد جلالته الذي هو عيد الشباب ليس مجرد لحظة احتفالية عابرة، بل محطة وطنية متجدّدة للتأمل في ما تحقق من منجزات، واستشراف ما هو قادم من رهانات، تحت القيادة الرشيدة لعاهل مؤمن بأن الشباب هم سر قوة المغرب وعماد نهضته. إنه يوم للتجديد بقدر ما هو يوم للتذكير، يوم يُعيد طرح الأسئلة الكبرى حول حاضر الأمة ومستقبلها، في ضوء طموحات شبابها وتطلعاتهم المشروعة.
ويبقى السؤال قائمًا لشباب الغد: كيف ستواصلون حمل مشعل التنمية والإصلاح في وطن يراهن عليكم؟ بأي أدوات ستواجهون تحديات العصر من رقمنة وعولمة وتغيرات اقتصادية واجتماعية؟ كيف ستوفقون بين الوفاء للهوية الأصيلة والانفتاح على العالم الرحب؟ وهل ستجعلون من الرؤية الملكية السامية قوة فاعلة في حياتكم اليومية، لتتحول إلى واقع ملموس يغيّر المجتمع ويقوده نحو أفق أرحب؟