مصر والأردن والمغرب في حوار صحفي وسينمائي بفاس في الجلسة الثانية للمؤتمر الدولي حول “السينما والصحافة”
فاس|تغطية خاصة| تواصلت أشغال المؤتمر الدولي حول “السينما والصحافة: نظرات متقاطعة على المجتمع”، المنظم من طرف مختبر الدراسات الأدبية واللسانية وعلوم الإعلام والتواصل بكلية الآداب والعلوم الإنسانية سايس، بجامعة سيدي محمد بن عبد الله بفاس، بشراكة مع المركز الوطني للبحث العلمي والتقني، يومي 22 و23 ماي الجاري.
وقد عرفت الجلسة الثانية من المؤتمر، التي انعقدت يوم الخميس 22 ماي 2025، وسيرها عادل اقليعي، المخرج والمنتج والأستاذ المتخصص في الإعلام والتواصل، نقاشاً عربياً غنياً جمع بين المغرب والأردن ومصر.
نقاش عكس تعدد الرؤى في دراسة علاقة الصورة بالكلمة بصفة خاصة، وعلاقة السينما بالإعلام بشكل عام.
محمد الصعيدي (الأردن-لندن): سينما التحقيق والصحافة الاستقصائية
افتُتحت الجلسة بمداخلة للمخرج الأردني المقيم في لندن محمد الصعيدي، مدير شركة “نون فيلم” للإنتاج، بعنوان “السينما والصحافة الاستقصائية: القدرة على التأثير والتأثر والتغيير”.
وتناول فيها التفاعل الممكن بين السينما الوثائقية والصحافة، مستشهدا بقصة فلم وثائقي يظهر بطلا قرر تناول الوجبات السريعة لمدة 21 يوماً، فكانت النتيجة صادمة لصحته، وتحولت إلى مادة بصرية توعوية عالمية.
وأكد الصعيدي أن الوثائقي الاستقصائي يعد من أنجع الوسائل الإعلامية لتسليط الضوء على قضايا اجتماعية، شريطة توفر شروط المصداقية والمهنية، مشيراً إلى أن الرسالة تُقاس بوقعها لا فقط بجماليتها.
كمال بورمضان (المغرب-وجدة): الصحافة غير الربحية والسينما المستقلة في خدمة التغيير
في مداخلة ثانية، توقف الدكتور كمال بورمضان، أستاذ التعليم العالي بجامعة محمد الأول بوجدة، عند العلاقة بين الصحافة غير الربحية والسينما المستقلة كأداتين للتغيير الاجتماعي، وبيّن أن كلتا التجربتين تشتركان في تحدي التمويل والسوق، وتسعيان إلى إيصال خطاب مضاد للثقافة السائدة.
وأشار بورمضان إلى أن الاستقلالية تظل مكلفة لكنها ضرورية، مبرزاً أن الصحفي أو السينمائي المستقل لا يغيّر فقط المحتوى، بل يُعيد تشكيل العلاقة بين الجمهور والمعرفة.
هشام كزوط (المغرب-وجدة): المناعة الثقافية في مواجهة الخوارزميات
جاءت المداخلة الثالثة للدكتور هشام كزوظ، أستاذ الإعلام بجامعة محمد الأول، بعنوان “السينما والإعلام: نحو تعزيز المناعة الثقافية ومقاومة الثقافة الاستهلاكية”.
وقد ناقش فيها كيف تُسهم الخوارزميات الرقمية في توجيه الذوق العام، وتُنتج استهلاكا سطحيا للثقافة.
دعا كزوط إلى إنتاج محتوى بديل، سواء عبر الإعلام أو السينما، يراهن على تنمية الوعي، وبناء ذاكرة بصرية تسهم في ترسيخ قيم الانتماء، وتقاوم النسيان الرقمي.
خالد حكيم (المغرب-وجدة): التمثيل السينمائي بين المرئي واللامرئي
في مداخلة مفاهيمية عميقة، تناول الدكتور خالد حكيم، أستاذ التعليم العالي بجامعة محمد الأول، مسألة تمثيل الهامش في السينما، مبرزاً كيف تختار الصورة السينمائية ما يُقال وما يُحذف، وأن اللقطة ليست بريئة، بل محملة برؤية موجهة.
وأكد أن سينما المقاومة الرمزية تقدم “اللامرئي” إلى العلن، وتجعل من التفاصيل المهملة شهادة بصرية على التاريخ والهوية.
عز الدين سعد (مصر): جدلية العلاقة بين السينما والصحافة
المداخلة الخامسة كانت عن بعد، وقدمها المخرج والمنتج المصري عز الدين سعد، بعنوان “السينما والصحافة بين مدّ وجزر”، تناول فيها العلاقة التاريخية المعقدة بين الحقلين، حيث تتقاطع السردية السينمائية مع التوثيق الصحفي، وأحيانا تتنافر حين يسعى كل طرف لفرض نسخته من الحقيقة.
وشدد سعد على أن التكامل بين المجالين لا يمكن أن يتحقق إلا حين يُحترم الإبداع وتُصان الحقيقة، بعيداً عن منطق الهيمنة أو التوظيف الدعائي.
جمعت الجلسة الثانية من المؤتمر بين تجارب مهنية وأكاديمية من مصر والأردن والمغرب، في تلاقح ثقافي عبر عن وعي عربي مشترك بأهمية توظيف السينما والصحافة في مساءلة المجتمع، وتقديم سرديات بديلة له. وقد بانت النقاشات عن قلق معرفي مشترك، وسعي نحو تجاوز هيمنة السوق والخوارزميات، في سبيل إعلام بصري ناقد، مستقل، وفاعل في الزمن الرقمي.
ضمن ذات التغطية
رئيس جامعة فاس يفتتح المؤتمر الدولي حول السينما والصحافة المنظم من طرف مختبر الدراسات الأدبية واللسانية وعلوم الإعلام والتواصل
https://marpresstv.com/cultures-2/6644.html
السينما والصحافة”… تقاطعات فكرية وواقعية في الجلسة العلمية الأولى بمؤتمر جامعة فاس الدولي بفاس
https://marpresstv.com/actualites-maroc/6641.html