الصحافة بمهنية ورؤية إبداعية

“الذكاء الاصطناعي، الصحافة، والاتصال المؤسساتي”موضوع ورشة تدريبية بالرباط لتعزيز مهارات الإعلاميين

الرباط|سميرة زيداني|نظم المركز الدولي للدراسات في الإعلام والتنمية بشراكة مع مبادرة الإعلام الذكي لأفريقيا والمركز الإفريقي للتدريب والبحث الإداري للإنماء (كافراد)، يوم الأربعاء 24 شتنبر 2025 بقاعة المؤتمرات للكافراد بالرباط، ورشة تدريبية حول موضوع: “الذكاء الاصطناعي، الصحافة، والاتصال المؤسساتي”، أطرها الدكتور محمد مدواني، أستاذ الذكاء الاصطناعي وعلوم البيانات بأكاديمية INNOVATICS – أطلانطا (الولايات المتحدة الأمريكية).

وفي كلمة افتتاحية بالمناسبة، أكد الدكتور محمد عبد الوهاب العلالي، رئيس المركز الدولي للدراسات في الإعلام والتنمية، أن تنظيم هذه الورشة يعكس إيمان الشركاء بضرورة الاستثمار في التكوين والتدريب للصحافيين والعاملين في قطاع الإعلام والاتصال، والطلبة الصحفيين، باعتباره “الاستثمار الأجدى لبناء إعلام وطني قادر على مواجهة ومواكبة التحديات الجديدة”.

وأشار العلالي إلى جملة من التحديات التي تواجه المنظومات الإعلامية في إفريقيا والعالم العربي، أولها التحديات المرتبطة بهيمنة الشركات الإعلامية الكبرى واحتكار عمالقة التكنولوجيا للبيانات والإعلانات، بما يهدد استقلالية المنظومات الإعلامية الوطنية. أما التحدي الثاني فيتمثل في مواكبة التطورات المتصلة بالذكاء الاصطناعي والخوارزميات والواقع المعزز، بما يستوجب صياغة استراتيجيات وطنية وقارية في البنية الرقمية والإعلامية. في حين يرتبط التحدي الثالث بتأهيل وتكوين الموارد البشرية، عبر تحديث البرامج الأكاديمية في الجامعات والمعاهد العليا بما يتلاءم مع تحولات الإعلام الرقمي.

كما شدد على أن إدماج الذكاء الاصطناعي في الإعلام ينبغي أن يكون مؤسساتيا ومنظما، وليس مجرد استخدام فردي للأدوات في مجالات الترجمة أو تحسين الأسلوب اللغوي، داعيا إلى صياغة نماذج أخلاقية وأطر قانونية واضحة لضمان الشفافية والمصداقية، وحماية هوية المهنة من مخاطر الأخبار الزائفة والتحيز الخوارزمي.

وفيي ختام كلمته، أكد على أن التمكن من أدوات الذكاء الاصطناعي سيمنح ميزة تنافسية في سوق العمل، غير أن الصحافة ستبقى، رغم التحولات، مهنة ورسالة إنسانية لا يمكن للتكنولوجيا أن تعوض فيها الحس المهني والمسؤولية الأخلاقية.

ومن جانبه، قدم الأستاذ الحسين الساف، رئيس مبادرة الإعلام الذكي لأفريقيا، كلمة بالمناسبة، استعرض خلالها أهداف الورشة وأبعادها العملية، مبرزا الدور الريادي الذي تضطلع به مبادرة الإعلام الذكي لأفريقيا (Smiafrica) في مواكبة التحولات الرقمية بالقارة. وأشار إلى أن هذه المبادرة حظيت باعتراف دولي مرموق بعد فوزها بجائزة القمة العالمية لمجتمع المعلومات  (WSIS 2024 Champion – Media)، وهو تتويج يؤكد مكانتها كمنصة مبتكرة تسعى إلى تعزيز الإعلام الذكي والمستدام في إفريقيا.

وأكد الساف، أن العالم دخل عهدا جديدا هو عهد الذكاء الاصطناعي، الذي أصبح يخترق جميع القطاعات والفئات الاجتماعية والمهن، بل وأسهم في خلق مهن جديدة. وأوضح أن الرقمنة غيرت حوالي 60% من المهن، ومن المتوقع أن تصل النسبة إلى 80%، مما يفرض على الإعلاميين والفاعلين في مجال الاتصال مواكبة هذا التحول واكتشاف المهن الجديدة المرتبطة بالذكاء الاصطناعي.

وأضاف أن الذكاء الاصطناعي يختلف عن الرقمنة التي توقفت عند مرحلة الأتمتة الصناعية، حيث إنه تسلل إلى مختلف المجالات، وفي مقدمتها الإنتاج السمعي البصري، بما في ذلك الفيديو، الروبوتات، وآليات الواقع المعزز. وأشار إلى أن الإنسان أصبح يمتلك امتدادا مشخصنا في صورته وصوته ولغته عبر هذه التقنيات، وهو ما أثار لأول مرة في التاريخ قضية الأخلاقيات بشكل واسع، بالنظر إلى التحديات والمساءلات الجديدة التي فرضها هذا التداخل بين الإنسان والآلة.

وتهدف هذه الورشة التدريبية إلى تعزيز مهارات الإعلاميين وأطر الاتصال المؤسساتي في استخدام تقنيات الذكاء الاصطناعي في الرصد الإعلامي، تحليل البيانات، والإنتاج الرقمي، بما يسهم في دعم التحول الرقمي داخل المشهد الإعلامي الإفريقي.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.