نساء المغرب: محامية ومحكم خاص..سـعاد المولوع تجســد صورة المرأة المغربية الحقوقية المتشبعة بالقيم في محراب العدالة
وسط عالم يزدحم بالنزاعات وتتعقد فيه العلاقات التجارية وتطمس فيه القيم الإنسانية، تبرز الاستاذة سعاد المولوع، محامية بهيئة مراكش ومحكم خاص، كصوت نسائي يجمع بين الدفاع عن الحق داخل المحاكم والسعي إلى تحقيق العدالة عبر آليات التحكيم، ونموذج للمرأة المغربية المؤمنة بقضايا الوطن، والمدافعة عن الحقوق إنطلاقا من إيمانها برسالة المحاماة، مسارها المهني لم يكن وليد الصدفة، بل خيارا واعيا ورسالة إنسانية، تجعل من القانون حياة ونضالا قبل أن يكون مجرد نصوص، في هذا البورتري الخاص ضمن ركن ” نساء المغرب” سنتعرف على الأستاذة سعاد، وسنكتشف معالم تميزها الإنساني والمهني.
إعداد| محمد الشنتوف
الرباط|نساء المغرب-بورتري: الاستاذة سعاد المولوع – محامية بهيئة مراكش ومحكم خاص| منذ سنوات وهي تحمل مشعل العدالة وتدافع عن صوت القانون، بين ساحات المحاكم وقاعات التحكيم. الاستاذة سعاد المولوع، محامية بهيئة مراكش ومحكم خاص، تجسد صورة المرأة المغربية المتمكنة من أدواتها، المخلصة لمهنتها، والمؤمنة برسالة القانون كرافعة للعدالة والمجتمع.
● التحكيم كآلية بديلة
تؤكد الاستاذة المولوع أن الهيئة التحكيمية هي هيئة يتفق أطراف النزاع على تشكيلها لحل خلافاتهم دون اللجوء إلى القضاء. وتتكون غالبا من محكم أو ثلاثة محكمين مستقلين ومحايدين، يبتون في النزاع بناء على اتفاق مسبق، ويصدرون حكما له قوة تنفيذية تضاهي الحكم القضائي.
في السياق المغربي، ترى أن التحكيم أصبح وسيلة فعالة لتخفيف العبء عن المحاكم وتسريع البت في النزاعات، خاصة في المجال التجاري والعقاري والمقاولاتي. كما يمنح المستثمرين المحليين والأجانب ثقة أكبر، بفضل ما يوفره من سرعة وسرية وعدالة توافقية.
●بداية المسار واختيار المهنة
ابنة مدينة الرباط، درست القانون بكلية الحقوق أكدال، وتوجت مسارها الجامعي بماستر في قانون الأعمال. لم تكن المحاماة بالنسبة لها صدفة عابرة، بل خيارا واعيا انبثق من إحساس عميق بالعدالة، ورغبة في الدفاع عن الحق وتمكين الفئات الهشة من صوت قانوني حر.
● المحاماة بين المبدأ والرسالة
تعتبر الاستاذة سعاد أن المحاماة ليست مجرد مهنة، بل رسالة أخلاقية وإنسانية قبل أن تكون عملا قانونيا. فالمحامي بالنسبة لها ضمير العدالة، يحمي الحقوق ويوازن بين القوة والحق، ويقف إلى جانب المستضعف قبل القوي.
وحول سؤال الدفاع عن الفاسد والظالم، توضح أن المحامي لا يزكي الفساد ولا يبيض الظلم، بل يدافع عن مبدأ المحاكمة العادلة وضمانات المتهم، ويملك الحق في رفض أي ملف يتعارض مع ضميره المهني.
●رسالتها في الحياة
ترى أن هدفها الأسمى في الحياة هو ترك أثر نافع في مهنتها، والمساهمة في تطوير ثقافة قانونية راقية بالمغرب، وأن تكون صوتا نسائيا مهنيا يليق بصورة الوطن. النجاح بالنسبة لها هو الاتساق بين ما نؤمن به وما نمارسه، وأن يقدرك الآخرون دون أن تطلب ذلك.
●رسالة للشباب المغربي
للشباب المغربي، توجه رسالتها: “ثقوا بأنفسكم، واصنعوا الفرق حيث أنتم، لا تنتظروا الظروف، بل كونوا أنتم الصانعون لها”.
●رسالة لطلبة القانون
أما طلبة القانون فتنصحهم بدراسة النصوص لفهمها وتحليلها والارتقاء بالفكر الحقوقي، لأن القانون ليس جملة مواد جامدة بل حياة ونضال ورؤية.
● المحاماة والتحكيم.. تكامل الأدوار
تؤكد المولوع أن المحاماة والتحكيم يلتقيان في جوهر واحد: حل النزاع وتحقيق العدالة. فالمحامي مؤهل أن يكون محكما بفضل تكوينه وخبرته الميدانية وقدرته على الإقناع والتقدير.
وتشير إلى أن المغرب يتوفر على هيئات متخصصة في الوساطة والتحكيم، خاصة في المجال التجاري، ودورها يتعاظم مع تطور الاقتصاد وتعقد العلاقات التعاقدية.
وتختم بقولها: “القانون وحده لا يكفي إن لم يصاحبه وعي ومسؤولية والتزام. نحن كمحامين ومحكمين مؤتمنون على هذه القيم”.