دوبرافكا شويكا: المغرب شريك استراتيجي متميز للاتحاد الأوروبي
الرباط – أكدت المفوضة الأوروبية المكلفة بشؤون البحر الأبيض المتوسط، دوبرافكا شويكا، يوم الخميس 11 شتنبر 2025 بالرباط، أن المغرب يعد شريكا متميزا للاتحاد الأوروبي ونموذجا يحتذى به في المنطقة.
وجاءت تصريحات المسؤولة الأوروبية عقب مباحثات أجرتها مع وزير الشؤون الخارجية والتعاون الإفريقي والمغاربة المقيمين بالخارج، ناصر بوريطة، قبيل انطلاق “الخلوة رفيعة المستوى حول مستقبل العلاقات الأورو-متوسطية”.
وخلال ندوة صحافية مشتركة مع بوريطة، أبرزت شويكا الدور التاريخي والهيكلي للمغرب كفاعل رئيسي في الفضاء المتوسطي، مشددة على أن العلاقات بين الجانبين “خاصة” ويتعين تعميقها في مختلف المجالات. كما أشادت بالشراكة المتقدمة جدا بين المملكة والاتحاد الأوروبي، خاصة في مجالات تدبير الهجرة ومكافحة الإرهاب والجريمة المنظمة.
وثمنت المسؤولة الأوروبية جهود المغرب في مجالي إزالة الكربون والانتقال الأخضر، معتبرة أن المملكة تضطلع بدور ريادي في تعزيز التعاون الأورو-متوسطي، وواصفة إياها بـ”الشريك الاستراتيجي والمحوري” بالنسبة للاتحاد الأوروبي.
وأضافت شويكا أن “شراكتنا مع المغرب، الجسر الحيوي للتعاون مع إفريقيا، فريدة من نوعها ومتعددة الأبعاد للغاية”، مؤكدة أن هذا التعاون الثنائي يفتح آفاقا جديدة لتعميق الشراكة الأورومتوسطية بما يستجيب للاحتياجات المشتركة لأوروبا ومنطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا.
وأشارت إلى أن الاتحاد الأوروبي يعمل منذ بداية ولايته على إعداد “ميثاق جديد للبحر الأبيض المتوسط”، تتم بلورته وفق مقاربة تشاركية مع الدول الأعضاء الـ27 وشركاء الضفة الجنوبية. ومن المنتظر الإعلان رسميا عن هذا الإطار الجديد في شهر نونبر المقبل، تزامنا مع الذكرى الثلاثين لإعلان برشلونة وإطلاق عملية برشلونة.
وخلال مداخلتها في الخلوة رفيعة المستوى، شددت شويكا على أن طموح الاتحاد الأوروبي “واضح للغاية”، ويتمثل في إرساء فضاء مشترك للرفاه والسلام والاستقرار والأمن. وأوضحت أن الميثاق الجديد، الذي سبقت صياغته مشاورات واسعة مع مختلف الشركاء، يقوم على ثلاث ركائز رئيسية: وضع الشعوب في صلب السياسات المشتركة، تعزيز القدرات الاقتصادية للمنطقة، وتقوية التعاون في مجالات الأمن والمرونة والهجرة.
بهذا، يواصل المغرب ترسيخ مكانته كفاعل محوري وشريك موثوق للاتحاد الأوروبي في بناء فضاء متوسطي مشترك يقوم على الاستقرار والتنمية المستدامة.