الصحافة بمهنية ورؤية إبداعية

إبداع: من الصنوبر إلى الإشارة: رحلة أعشاش اللقلق (صورة وحكاية)

إبداع|من الصنوبر إلى الإشارة: رحلة أعشاش اللقلق

حين تهاوت أشجار الصنوبر تحت وطأة الإسمنت اختفت لوحة الحياة النابضة بالأمل، فلم يجد اللقلق مستقرا سوى أبراج الحديد الفاترة مثل جثة هامدة، هناك فوق محطات استقبال ونقل الإشارات و الترددات، نسج أعشاشه بين الأسلاك والذبذبات، دون أن يدرك المسكين أنه قد يتعرض لإشعاعات كهرومغناطيسية أو لصعقات كهربائية مفاجئة قد تنهي حياته. هناك فوق مقبرة الحياة يحاول التكيف والتناغم مع هذه البيئة القاسية و الفوضى التي خلفها الإنسان.

لم يعد يلقلق بين الأغصان بل فوق رؤوس الشبكات، يراقبنا وعينيه الجميلتين يجري منها دمع غاسق، لا يفهمها إلا الأحياء الرحماء.

أصبح عشه فوق الأبراج يمثل صرخة بيئية لا يسمعها إلا من لا يزال قلبه يحن لصوت الرياح بين الأشجار.