الصحافة بمهنية ورؤية إبداعية

كفاءات مغربيات العالم.. خديجة حرمي ’’ وقفت ضد البوليزاريو ودافعت عن بلدي بأمريكا لأزيد من 50 سنة’’

حوار للصحفي : محمد الشنتوف

في خطاب الذكرى 49 للمسيرة الخضراء، أشاد الملك محمد السادس نصره الله، بمجهودات مغاربة العالم، في خدمة قضايا الوطن، كما أعلن عن إطلاق مؤسسة جديدة هي المؤسسة المحمدية للمغاربة المقيمين بالخارج، تعنى بقضاياهم وتجمع مختلف الاختصاصات، لتشكل إطارا جديدا لخدمة قضايا هذه الفئة، خاصة بعد الارتباك الذي عبرت عنه بعض المؤسسات التي تعنى بخدمتهم في السنوات الأخيرة، وتأكيد الكثير من مغاربة العالم، أن بعض المؤسسات، لا ترى ولا تسمع إلا في ’’ الإعلام العمومي’’ أو الخاص أحيانا’’ حسب مزاجية بعض مسؤوليها،  ولا يوجد لها أثر في علاقتها بالاستجابة لمغاربة العالم.

 

النساء المغربيات المتألقات، أو بتعبير آخر’’ كفاءات مغربيات العالم’’، هن ثروة من ثروات مغاربة الخارج، اللواتي جاز للمغاربة الافتخار بهن وتشجيعهن، في هذا الحوار الحصري لجريدة مغرب بريس تيفي، والذي سننتقل فيه صوب الولايات المتحدة الأمريكية، لنحاور امرأة مغربية من العيار الثقيل، اسمها خديجة حرمي الشرقاوي، عاشت أكثر من 50 سنة بالخارج، باحثة علمية، ودكتورة، وأستاذة جامعية بجامعة دالاس تكساس بأمريكا، صاحبة إنجازات وبصمات متعددة، أبرزها دفاعها المستمر عن قضية المغاربة جميعا، ’’الصحراء المغربية’’ خارجيا، كما أنها حاصلة على جائزة المجتمع المدني، صنف مبادرات وإنجازات المغاربة المقيمين بالخارج في نسختها الأخيرة بالمغرب، في هذا الحوار المكتوب و ’’ البودكاست المسجل الذي سينشر لاحقا’’  سنتعرف عن بعض من ملامح تميزها.

 

مرحبا بك في ’’ حوارات مغرب بريس تيفي’’، وفي ’’ بودكاست كفاءات مغربيات العالم’’، نحن سعداء باستقبال كفاءة مغربية نسائية، بصمت على مسار مميز بالولايات المتحدة الأمريكية بصفة خاصة.

 

بداية، عرفينا على نفسك ؟

 

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته. معكم  الدكتورة  خديجة حرمي الشرقاوي أستاذة جامعية وباحثة علمية بجامعة دالاس تيكساس بالولايات المتحدة الأمريكية. في الذكرى التاسعة والأربعين للمسيرة الخضراء، حمل خطاب صاحب الجلالة نصره الله وأيده نظرة مستقبلية وآليات النهوض بمغاربة الخارج.

ما هي المدة التي قضيتها بالولايات المتحدة الأمريكية، وكيف تتصورين علاقتك بالمغرب وقضاياه؟

كسيدة مغربية أعيش خارج الوطن منذ أكثر من خمسين سنة. همي الوحيد كباقي المغاربة هو النهوض بالاقتصاد الوطني. وقضيتنا الأولى هي وحدتنا الترابية، وبمجهودات صاحب الجلالة مع شعبه داخل الوطن وخارجه أصبحت قضية لا تناقش وليست قابلة للنقاش أبدا.

ما رأيك في الخطاب الملكي الأخير حول موضوع المغاربة المقيمين بالخارج؟

والله العظيم، والله على ما أقول شهيد، هذه الالتفاتة السامية جاءت في وقتها، لقد هرمنا ونحن في انتظار مثل هذه الالتفاتة السامية، وأخيراً سيصبح عندنا مكتب مؤسسة مؤهلة، تهدف إلى تجميع المهام والصلاحيات، هذه الصلاحيات كما تعلم هي أصلاً موزعة حالياً بين جهات مختلفة.

ما الذي تنتظرونه من المؤسسة المحمدية للمغاربة المقيمين بالخارج؟

ننتظر أن تكون المؤسسة المحمدية نقطة انطلاق إلى الأمام، وتوحيد جهودنا وتعزيز قدراتنا على المشاركة في الاستثمارات من عدة نواحي، ثقافية، اجتماعية، اقتصادية

أنت من النساء المغربيات الرائدات كما ذكرنا في بداية الحوار، ما هي أبرز إنجازاتك وأهميتها بالنسبة لعلاقتك بالمغرب؟

كامرأة مغربية خاصلة على جائزة Civil Society Prize التي أعطيت لمغاربة العالم، وحصلت على الجائزة الذهبية، بكل فخر واعتزاز، أفتخر أنني من النساء الرائدات اللواتي يسهرن على خدمة وطنهن داخل الوطن وخارجه، هذه الإنجازات، تكمن أهميتها في توطيد علاقتي بالمغرب، التي لم تنقطع رغم السنوات الطويلة التي قضيتها بالمغرب.

أشاد جلالة الملك محمد السادس نصره الله في خطابه الأخير، بمجهودات المغاربة المقيمين بالخارج في خدمة قضايا الوطن، حدثينا عن ما قمت به في هذا الإطار؟

كعبدة ضعيفة، أعتز بلحظات مميزة في مسار الدفاع عن قضايا وطني، أول مرة ترفع فيها خريطة المغرب كاملة، كانت في مهرجان كانت، عن طريقي وعن طريق امرأة أخرى اسمها الدكتورة سكينة القطاني، وهي مديرة معهد دار العلوم بفاس،  هذه السيدة مديرة مدرسة جاءت لتشارك مع أشبالها  في الروبوتيزم، ولما صعد الأشبال إلى المنصة، كانت الخريطة ’’ غير مكتملة’’،  وقتها كانت أمريكا لم تعترف بعد بمغربية الصحراء، فطلبت من ابنتي التي كانت بعيدة بمسافة طويلة عني، أن تأتيني بخريطة المغرب الكاملة،  خاصة أنني عندما قمت بالبحث على محرك البحث جوجل وجدت نفس الأمر،  فطلبت من ابنتي  أن تأتيني بـ USB Drive، وعليه خريطة بلادي كاملة وقدمتها لهم في المهرجان، وأقنعتهم بضرورة عرضها،  أتكلم عن سنة 2020،  يعني قبل  الاعتراف الأمريكي بمغربية الصحراء.

قصة أخرى أستاذة خديجة؟

كان هناك مهرجان عربي  بأمريكا، وكانت معي سيدة  مغربية،  منعنا أن يكون للبوليزاريو  مكتب وراية ترفع في دالاس وكان هذا سنة 2016، لو أردت أن أحكي عن دور المرأة هنا بأمريكا، لن يكفيني الوقت، أنا هنا تكلمت فقط عن بعض الأمثلة.

مغربيات ومغاربة العالم عادة ما تكون لهن ولهم بصمات خاصة في بعض الأزمات الكبرى التي يمر منها المغرب داخليا، ككورونا وزلزال الحوز، ما الذي يمكنك قوله في هذا الإطار؟

صحيح، مغاربة العالم، لا تقتصر مجهوداتهم في الخارج ولكن في الداخل كذلك، فهذا وطنهم، خلال الزلزال مثلا، أرسلنا طائرة محملة بأطنان من المعدات وما وصلنا من احتياجات الساكنة في تلك الفترة.

كيف تنظرين إلى مساهمة النساء المغربيات بالخارج، أو بتعبيرنا في البودكاست ’’ كفاءات مغربيات العالم’’؟

النساء المغربيات عموما متألقات في مختلف المجالات، مثلا، ما أخبرتك عنه بخصوص زلزال الحوز، من قام بالمبادرة؟   إنهن ’’ كفاءات مغربيات العالم’’، نساء متألقات ومتميزات، ومحبات لوطنهن، منهن الدكتورة الفاضلة حنان شبانو وهي مستثمرة ناجحة، استطاعت أن تبني جسر استثماري ما بين إفريقيا وأمريكا،  كذلك الدكتورة كوثر الحافظي، وهي غنية عن التعريف، و هناك نساء  أخريات، متألقات في مختلف المجالات.

أستاذة خديجة، إستمتعنا بهذا الحوار معك، والذي يؤكد أن الإشادة الملكية بمغاربة العالم لم تأتي من فراغ، ما هي انتظاراتك من المؤسسة المحمدية الجديدة؟

أرجو أن تكون المؤسسة المحمدية مختلفة عما سبق، أن تنظر لنساء مغاربة العالم، كرائدات، وللإشارة، أستغرب ومع كامل الاحترام لمجهودات الصحفيين، أستغرب عندما  أسمع أن الصحفيين وجهوا نداءات للرجال أكثر من النساء، لماذا ؟ ،  لم أرى امرأة من أمريكا مثلا تجري حوارا صحفيا بالمغرب؟ هذا أمر مخجل جدا وأشكرك صديقي العزيز وأستاذنا المحترم أنك التفت إلينا، وطلبت مني إجراء هذا الحوار المتواضع.

هذا واجب دكتورة خديجة، ما هي انتظاراتك كما ذكرت من المؤسسة المحمدية؟

في الختام، أرجو أن تكون هذه المؤسسة المحمدية الجديدة، مؤسسة غير سياسية لا علاقة لها بأي حزب سياسي، و بعيدة عن المحسوبية، أو كما نقول بالمغربية ’’ بباك صاحبي’’، أرجو أن تضم بعض نساء مغاربة العالم،  وتعطى لهن الأولوية،  لدينا الكثير مما يمكن أن نقدمه لوطننا،  ونحن نقدم ما استطعنا، ولا نريد مقابلا،  نريد فقط أن تكون هناك التفاتة تحترمنا  وتقدرنا خير تقدير.  وككلمة أخيرة بالدارجة المغربية، ’’كون ما كنتش مغربية كنت أنتمنى  نكون مغربية… الله الوطن الملك…  تحياتي أستاذ محمد الشنتوف، شكرا جزيلا، شكرا لهذه الالتفاتة وإلى اللقاء في فرصة ثانية إن شاء الله.