حوارات: رئيس الشبكة الدولية للكفاءات الطبية والعلمية لمغاربة العالم في حوار حصري حول علاقة الشبكة بالمغرب وإفريقيا والانتظارات بعد التوجيهات الملكية الأخيرة
حوارات كفاءات مغاربة/يات العالم|العدد2|
حوار للصحفي(ة)| | محمد الشنتوف
يحظى القطاع الصحي بأهمية قصوى في جدول أعمال الكفاءات المغربية بالخارج في علاقتهم ببلدهم الأم، مثلما يحظى بذات الأهمية على الصعيد الوطني، فالمغرب يهمه أن يستفيد من خبرة أبنائه بالخارج في القطاع الصحي، الخطابات الملكية السامية أشارت في أكثر من مرة لضرورة عمل المؤسسات على تعزيز العلاقة بين المغرب وابنائه في الخارج، لاسيما الكفاءات والأدمغة التي من شأنها المساهمة في تعزيز مسار التنمية في البلاد، في مختلف المجالات، الدعوة إلى تأسيس المؤسسة المحمدية للمغاربة المقيمين بالخارج يأتي في هذا الإطار، إنما هناك إنتظارات كبيرة من هذه المؤسسة، خاصة أن بعض المؤسسات الأخرى كمؤسسة الحسن الثاني للمغاربة المقيمين بالخارج ومجلس الجالية، يرتبطان بعلامات استفهام كبيرة في طريقة تعاملهما مع مغاربة العالم في بعض الجوانب والاتجاهات سنتطرق لبعض جوانبها في مواد وأجناس صحفية أخرى
سمير قَدّار رئيس الشبكة الدولية للكفاءات الطبية والعلمية لمغاربة العالم في هذا الحوار الحصري مع جريدة مغرب بريس تيفي، ضمن سلسلة حواراتنا مع كفاءات مغاربة العالم، بعدما انطلقنا من أمريكا، نمر لأوروبا، وبالضبط في بلجيكا، لنستقبل الدكتور سمير ، والحديث سيدور حول علاقة الشبكة بالمغرب وإفريقيا والانتظارات بعد الخطاب الملكي الأخير، بالإضافة إلى نقاط أخرى غاية في الأهمية.
الطبيب سمير قدار مستقر ببروكسيل بالديار البلجيكية، منذ 1995، وقبلها استقر بمونبوليي بفرنسا، قبل أن ينجح في أحد الاختبارات المهنية المرتبطة بالتخصص وينتقل لبروكسل التي استقربها ليومنا هذا، وهو من الكفاءات المغربية الطبية الرائدة.
عرف بمجهوداته المتواصلة داخل وخارج المغرب، في المجالات ذات الصلة بعمله، سواء في الشق العلمي أو في الشق المهني، وفي هذا الحوار سنتعرف على بعض من تلك المجهودات.
مرحبا دكتور سمير، بداية كيف يمكن تعريف مؤسستكم وماذا عن تاريخ التأسيس؟
مرحبا، بداية، سعيد بإجراء هذا الحوار معكم، وأوجه تحياتي الخالصة للكفاءات الصحية للمغاربة داخل وخارج المغرب، بالنسبة للمؤسسة، ” الشبكة الدولية للكفاءات الطبية والعلمية لمغاربة العالم” تأسست في سنة 2011،
14 سنة من الإشتغال في هذا المجال، في مجالات التكوين والتكوين المستمر، الإبتكار، الصحة والتطبيب والبحث العلمي ، إذا هي شبكة دولية من الكفاءات العلمية لمغاربة العالم.
ماذا عن أهداف المؤسسة؟
نشتغل عموما في المجالات السالفة الذكر، يهمنا تعزيز المجهودات الوطنية فيما يرتبط بالصحة والتطبيب من جهة، وفيما يرتبط بالخدمات المقدمة ، ومن جهة ثانية فيما يتعلق بالتكوين والتكوين المستمر، أو كل ما له علاقة بالتكوين الجامعي، وهناك اهتمام خاص بالبحث العلمي والإبتكار، ومن خلال ذلك نقدم بعض الاقترحات في مجال السياسات الصحية في المغرب.
طبعا هناك هدف بأولويات كبيرة.. حدثنا عنه ؟
نعم، هذا صحيح، رغم أن كل أهدافنا تبقى مهمة، لكن يبقى توحيد مجهودات الكفاءات الطبية والعلمية لمغاربة العالم أسمى أهدافنا، من أجل تعزيز الروابط ما بين المغرب ومغاربة العالم من جهة،وما بين مغاربة العالم ومغاربة المغرب من جهة ثانية، وأقصد هنا الكفاءات الصحية، هذا التعاون في نظرنا من شأنه خدمة المغرب في المجال الصحي وتعزيز ما يقدم في هذا الإطار.
ربما ما تكلمت عنه في جوابك الأخير يرتبط بما يسمى بالسيادة الصحية، حدثنا عن هذا الجانب؟
فعلا، السيادة الصحية للمغرب موضوع من أهم المواضيع التي نحيطها باهتمام خاص، عملنا يهدف إلى تحقيق مزيد من التطور على المستوى الصحي، ويدخل في اطار المساهمة في تعزيز الخدمات الصحية للمواطن المغربي عموما، ولكن بالاخص توفير الدعم الصحي لبلادنا سواء في الجانب البشري أو اللوجيستيكي أو الخدماتي، وتحقيق السيادة الصحية، نحن هنا، نتذكر ولا بد أن نتذكر ما تم القيام به في فترة كورونا، موضوع السيادة الصحية للمغرب مهم جدا، وبفضل الرؤية الملكية استطعنا تقديم نموذج مثالي في التعامل مع الجائحة، سواء في التعامل مع التلقيح، أو في إتخاذ القرارات التي كانت جيدة جدا وفي وقتها.
هل أنتم مستعدون لتلبية دعوة المغرب في أي وقت تمت المناداة عليكم فيه للاستفادة من خبرتكم وتجربتكم بالخارج ؟
نحن دائما مستعدون لخدمة بلدنا، منذ تأسيس المؤسسة ولحدود اللحظة، وفي أي وقت، ربما هذا السؤال لا يحتمل جوابا ٱخر، لا أعتقد أن هناك أي كفاءة مغربية سواء في القطاع الصحي أو غيره من القطاعات لا يمكن أن تكون رهن إشارة بلدهها، ما يهمنا هو أن تكون مساهمتنا ذات بعد ايجابي، متى ما تمت المناداة علينا.
ما هي أهم مشاريعكم المستقبلية ومجالات اهتمامهكم مستقبلا؟
لدينا مشاريع متعددة ومهمة في الٱن نفسه، في مجال الصحة بصفة خاصة، ثم في مجال التطبيب والمرافق الصحية بصفة عامة، وأيضا هناك مشاريع في مجال البحث العلمي والابتكار، وأخرى في مجال التعليم والتكوين المستمر، هذه الرؤية المتعددة في إهتماماتنا تساهم في تقديم مقترحات وأفكار وإبتكارات ذات أبعاد شاملة ودقيقة ومفيدة أكثر.
هل لديكم علاقات واتفاقيات مع المؤسسات المغربية داخل الوطن؟
نعم، لدينا شراكات مثمرة مع مجموعة من المؤسسات، سواء الوزارة الوصية أي وزارة الصحة والحماية الإجتماعية، وكذلك وزارة الشؤون الخارجية والتعاون الإفريقي والمغاربة المقيمين بالخارج، ووزارة التعليم العالي والبحث العلمي والإبتكار، وكذلك مع بعض المؤسسات الجامعية والمعاهد في القطاعين العام والخاص، وقد تمكنا في الفترة الأخيرة من إبرام اتفاقية مهمة جدا مع مؤسسة محمد السادس لعلوم الصحة.
كيف هي علاقتكم بالصحراء المغربية؟
مدن الصحراء المغربية من الوجهات المهمة في عملنا، مثلا كنا مؤخرا في مدينة الداخلة ، التي احتضنت اللقاء الأول والتأسيسي للأكاديمية الإفريقية لعلوم الصحة، برعاية مقدرة من مؤسسة محمد السادس لعلوم الصحة، وقد تم الشروع في بناء المقر بالداخلة.
لماذا تم اختيار الداخلة بالضبط؟
هدفنا الأساسي من هذا الإختيار هو أن يكون للمدينة إشعاع دولي وإفريقي بصفة خاصة فيما يرتبط بالجانب الصحي وعلوم الصحة، ويرتبط اختيارنا للداخلة كذلك في إطار تعزيز ورش الجهوية المتقدمة، كتوجه دستوري وملكي مهم جدا.
كيف سيستفيد المغرب من هذه الأكاديمية؟
بالنسبة لنا هذه الأكاديمية ستكون محطة أو فضاء للربط بين الدول الافريقيه وخاصة دول الساحل وبين المغرب في صحرائه، ،هذا و كما تعلم يتماشى مع السياسة المولوية، ويدخل في إطار الانفتاح الأطلسي على دول الساحل، ناهيك عن علاقة هذا التوجه وخدمة هذه المجهودات لما يسمى بالديبلومساسية الصحية أو الديبلوماسية العلمية الموازية للديبلوماسية الكلاسيكية.
أستاذ سمير، هذا الانفتاح على افريقيا مهم جدا، حدثنا أكثر عن إنفتاحكم ككفاءات مغاربة العالم على قارتنا الإفريقية؟
في إفريقيا، التحقنا مؤخرا بالأكاديمية الإفريقية لعلوم الصحة وفق التوجيهات الملكية السامية التي دعت لضرورة تعزيز العلاقات بين مغاربة العالم والمؤسسات الإفريقية، ولهذا نحن ككفاءات طبية مغربية وإفريقية في الٱن نفسه، نطمح إلى تعزيز التكوين الصحي من جهة، والاستفادة من الخبرات المغربية على الصعيد الإفريقي، فإفريقيا هي بلادنا الكبير، وكان لنا شرف التواجد في أحد الملتقيات والمحافل العلمية الكبرى، التي تم من خلالها التعرف على مجموعة كبيرة من الكفاءات، نتحدث هنا عن أزيد من 200 كفاءة صحية، رجالا ونساء، ممثلين عن 28 دولة إفريقية.
ما رأيك في التوجيهات الملكية الأخيرة حول مغاربة العالم ؟
الملك محمد السادس نصره الله، معروف بعنايته واهتمامه الموصول بمغاربة العالم، شأنهم شأن مغاربة الداخل، نحن جنود مجندين وراء صاحب الجلالة، وبفضل رعايته ورؤيته المستقبلية، يمكن الذهاب بعيدا، ما تفضل به مهم جدا ودعني أركز على النقاط التالية في باب ما يجب تنزيله تفاعلا مع الخطاب الملكي بدقة:
أولا : إحداث هذه المؤسسة المحمدية لمغاربة العالم ممتاز، على أن تضم كفاءات من مختلف المجالات.
ثانيا:إعادة النظر في مجلس الجالية المقيمة بالخارج.
ثالثا: في نظرنا وبعد سنين من العمل في هذا الاتجاه، لتتحقق انتاجية مغاربة العالم، وليكون عملنا فعالا، يجب أن يتم إشراكنا في اتخاد القرارات.
رابعا: التمثيلية، بشكل أساسي يجب أن تكون لمغاربة العالم تمثيلية في هذه المؤسسة الجديدة، وكذلك مجلس الجالية وباقي المؤسسات التي لها علاقة بنا.
خامسا: الاستعداد والمبادرة، نحن مستعدون لنلتحق بهذه المؤسسات، ونحن في خدمة وطننا دائما، كما يمكن أيضا أن نستشار في الجامعات والمؤسسات والجمعيات ومراكز الأبحاث، من المهم إشراك مغاربة العالم، في مسار التنمية، وإتخاذ القرار، وكذلك في مسار الديمقراطية بالمغرب.
كلمة اخيرة
شكرا لكم على الدعوة من أجل إجراء هذا الحوار، ونحن دائما رهن الإشارة، نحن بحاجة لأعمال صحفية وحوارات جدية من هذا النوع، نعبر من خلالها عن اعتزازنا بالانتماء لهذا الوطن، ونقدم فيها ٱرائنا ورؤيتتا بكل حرية حول المواضيع التي من شأنها خدمة الوطن والمواطنين، جريدة مغرب بريس تيفي متميزة بهذه الفكرة المتخصصة في الحوارات مع كفاءات مغاربة العالم، رجلا ونساء، وأكيد هذه الحوارات سيكون لها أثر إيجابي مستقبلا.