حركاس.. الدرس المغربي في إعادة بناء قواعد ” تمغربيت”..اليازغي يعلق
كتب الباحث في قضايا الرياضة ” الدكتور منصف اليازغي” على صفحته بمنصة التواصل الإجتماعي فايسبوك الاثنين 18 نونبر 2024″ حركاس يمثلني…!”، وقد إخترنا مناقشة هذا الموضوع في هذا العدد من ” تعليقات ” على مغرب بريس تيفي.
وأضاف في ذات السياق”ليس بصافرات الاستهجان نعاتب لاعبا بالمنتخب الوطني…ليس بهكذا سلوك نهاجم لاعبا مغربيا يلعب على أرض مغربية”
علاقة الجمهور الوجدي اقتربت في الٱونة الأخيرة فقدان البوصلة، علاقة الجمهور بلاعبي المنتخب دائما ما تتسم بنوع من الاحترام، حتى عندما سجل بوحدوز في شباك المنتخب هدفا في الدقائق الأخيرة لصالح إيران، في مباراة افتتاحية لدور المجموعات،سامحناه، ضيع حكيمي وسامحناه، سبقه زياش وسامحناه، نغضب من لاعبي المنتخب لكننا نحترمهم، لكن المثير في قصة حركاس، أن خلاف الجمهور معه مرتبط بعوالم جمهور النوادي، وعليه ان يبقى بعيدا عن عالم جمهور المنتخب، ففي جمهور المنتخب لا رجاء ولا وداد، والكل يهتف باسم علم البلاد.
في هذا السياق يضيف منصف اليازغي في منشوره الفايسبوكي” لا يمكن أن نتصور تهجما على لاعب بسبب حادث عارض…فهو يحمل قميصا غاليا في مباراة دولية طرفها منتخبا يمثل وطنا عزيزا”
ويردف قائلا” لا يمكن بأي حال من الأحوال أن نضع الجمهور برمته في سلة واحدة…هذه حقيقة…فهناك عقلاء كثر بالملعب الشرفي لوجدة…هذا أكيد”
قاعدة التعقل بين الجماهير المغربية، موحدة، تكاد لا تختلف فيها المعايير، حتى بين جماهير النوادي، هناك العقلاء وهناك المجانين، وبسبب مجانين المشجعين ولأسباب أخرى ترتبط بالبرمجة والتحكيم واسباب أخرى، يحدث الشغب، وهذا شغب من نوع اخر، عنف تجاه لاعب يحمل القميص الوطني، وطبعا هذا غير مقبول، فحركاس الٱن مغربي وفقط، لا يمثل الدار البيضاء ولا طنجة ولا الصويرة.
في هذا الإطار يقول د منصف ” حركاس…أكان من وجدة أو الدارالبيضاء أو خنيفرة…أو يلعب للوداد أو الرجاء أو الماص…هو ابن هذا الوطن…وعندما يحمل قميص المنتخب فهو يمثلنا جميعا…وغير مقبول أن يكون هناك لاعب بصفته الدولية يتلقى استهجانا من جماهير مغربية على أرضية ملاعب مغربية…ماذا تركنا لجماهير المنتخبات المنافسة؟”
ويؤكد الدكتور منصف اليازغي”حركاس يمثلني…ولا أقبل الإساءة إليه…بل واجب علينا دعمه ومساندته…غير ذلك فهي حالة شاذة أتمنى ألا تطول..”تحياتي لابننا حركاس…حافظت على تركيزك رغم ذلك…من يعرفه…فليتفضل بتبليغه سلامي الأخوي.”
جدير بالذكر أن تبليغ السلام والتحية لحركاس وللجمهور الوجدي المغربي العاقل واجبنا جميعا، طويت الصفحة، واستجاب اللاعب والجمهور لنداء المنطق، هذا هو الدرس المغربي في التشبع بقيم ” تمغرابيت ” وإعادة بناء قواعدها، ” تمغرابيت” التي تجمعنا، رغم اختلافنا وأوجاعنا وانكساراتنا وغضبنا من سياسة عمومية او فاعل سياسي، المنتخب الوطني في قلوبنا كمغاربة بعيدا عن الحسابات والمزايدات، إنه منتخب جميع المغاربة كما قال وليد الركراكي في أحد التصريحات.