محمد الخامس.. محطات خالدة في كرونولوجيا المسيرة نحو الإستقلال
هو رمز من رموز التحرير وقائد الحركة الوطنية، دافع بالغالي والنفيس نصرة لوطنه وشعبه، إنه الملك الراحل جلالة المغفور له، الملك محمد الخامس طيب الله ثراه، فبعدما توفي والده يوسف بن الحسن سنة 1927، تولى جلالة المغفور له العرش في ظروف صعبة آنذاك، لاسيما أن المغرب كان يعيش ضغطا كبيرا من قبل الإستعمار الفرنسي، الذي عرقل تحركات الملك الراحل في مناسبات عديدة، أبرزها أداء الصلاة بجامع القرويين سنة 1934، علاوة على منعه من زيارة مدينة طنجة سنة 1947.

بالرغم من العراقيل والمكائد التي وضعها المستعمر الفرنسي في طريق الملك محمد الخامس، انطلق في مشروع نيل الإستقلال منذ توليه الحكم، حيث تزعم الحركة الوطنية لتعزيز الوعي الوطني والقومي ودفاعه الكبير عن وحدة وطنه، لاسيما نيل الإستقلال، الحلم الذي راود الشعب المغربي، بعدما طغى الإستعمار الفرنسي في أراضي المملكة المغربية.
لقد خاض جلالة المغفور له تضحيات جسام، وتحدى الإستعمار بكل تباث وحكمة كبيرين، حيث استغل مجموعة من المناسبات للتعريف بقضيته العادلة، علاوة على مطالبته بإنهاء الإستعمار الفرنسي، ومن جملة هذه التضحيات الوازنة، إلقاء جلالته كلمة ببلدية باريس في حفلة أقامها “المارشال ليوطي”، ومشاركته في مؤتمر أنفا، إبان الحرب العالمية الثانية، التي استغلها كمناسبة للتذكير بإسهامات المغرب في الحرب العالمية الثانية إلى جانب الحلفاء.

إن الملك محمد الخامس، لم يتوقف عن التعريف بقضيته وحقه المشروع لنيل الإستقلال، بل شارك في المهرجان العسكري الذي نظم في باريس سنة 1945، مطالبا فرنسا الوفاء بالعهد، كما واصل جلالته دفاعه عن القضية بعد زيارته لتونس سنة 1949.
كما شارك في محطات نضالية شعر فيها بالفخر نظرا للتضحيات الكبيرة، فيما شعرت فرنسا بالخوف مما دفعها لنفيه إلى جزيرة كورسيكا سنة 1953، ثم إلى جزيرة مدغشقر، ليتم تنصيب محمد بن عرفة بدلا عن الملك محمد الخامس.

لقد كان هذا النفي الشرارة الكبيرة التي أغضبت الشعب المغربي، مما أدى إلى اندلاع ثورة عارمة، عرفتها مختلف ربوع المملكة المغربية، للتنديد بنفي جلالة المغفور له الملك محمد الخامس، بقيادة كل من الحركة الوطنية وبمشاركة جيش المقاومين.
هي خطوات نضالية سطرتها كل من الحركة الوطنية وجيش المقاومة بنجاج، والتي عرفت عودة الملك محمد الخامس إلى الوطن يوم 16 نونبر 1955، حاملا معه وثيقة الإستقلال التي تم التوقيع عليها في 2 مارس 1956.
إن مسار الملك الراحل حافل بالتضحيات الكبيرة، جعلته يتبوأ مكانة كبيرة في قلوب الشعب المغربي، هذا الأخير الذي بايع ملكه ووقف إلى جانبه قبل الإستقلال وبعده، إلى أن وافت المنية الملك محمد الخامس في 26 فبراير 1961، ليخلفه جلالة المغفور له الملك الحسن الثاني.