الصحافة بمهنية ورؤية إبداعية

بورتريه: طارق السكتيوي … ربان سفينة المنتخب المغربي للاعبين المحليين لكرة القدم في رحلة البحث عن لقب “شان 2024”

الرباط| سميرة زيداني( متدربة-تأطير محمد الشنتوف-توفيق صولاجي|يطمح طارق السكتيوي ربان سفينة المنتخب المغربي للاعبين المحليين لكرة القدم إلى قيادة فريقه نحو تحقيق لقب ثالث في كأس إفريقيا للأمم (شان 2024)، المقامة حاليا بشكل مشترك بين كينيا وتنزانيا وأوغندا، بعد لقبي دورتي 2018 بالمغرب و2021 بالكاميرون.


طارق السكتيوي قائد حقيقي جسد التحول من لاعب موهوب إلى مدرب بفكر وأداء مقنع. وجه صامت، لكنه فاعل، يخط ملامح الجيل القادم للكرة المغربية.
ولد طارق في 13 ماي من سنة 1977 بالعاصمة العلمية فاس، من عائلة رياضية، فأخوه عبد الهادي السكتيوي كان لاعبا سابقا في صفوف المغرب الفاسي.

وبدأ مشواره في أزقة وأحياء المدينة، قبل أن ترصده أعين المغرب الفاسي، لينضم إلى الفريق الأصفر ويتدرج في جميع فئاته العمرية، إلى أن وصل للفريق الأول سنة 1997.

تألق السكتيوي في أول موسم له مع “الماص” بشكل لافت، وبزغ نجمه كلاعب سريع ومراوغ بارع، قادر على صناعة الفارق من لا شيء، ما فتح له أبواب الاحتراف في أوروبا وتحقيق حلم طفولته، عبر الانضمام إلى نادي أوكسير الفرنسي، حيث خاض تجربة احترافية دامت موسمين، شكلت بوابة عبوره إلى عالم النجومية، ومهدت لمسار حافل بالخبرة في ملاعب فرنسا، البرتغال، هولندا، وسويسرا، قبل أن يعود إلى أرض الوطن، لاعبا ثم مدربا.

من الظل إلى المجد ..

شق طارق السكتيوي طريقه بثبات ليصبح واحدا من أبرز الوجوه التي صنعت التاريخ الكروي المغربي، لاعبا مراوغا وسريعا في الملاعب الأوروبية، ثم مدربا صاعدا بهدوء وثقة، قبل أن يتوج مساره بميدالية برونزية في أولمبياد باريس 2024، في إنجاز غير مسبوق لكرة القدم المغربية، ما جعل اسمه يتردد كخليفة محتمل في المستقبل لقيادة المنتخب الأول.

تألق طارق السكتيوي مع الماص وانتقاله إلى أوروبا، جعله محط اهتمام مدرب المنتخب الوطني المغربي لأقل من 20 سنة، حيث تم استدعاؤه لأول مباراة سنة 1997، في حين كانت أول مشاركة له بقميص المنتخب الأول سنة 2001، واستمر في الدفاع عن ألوان أسود الأطلس إلى غاية 2008 موعد اعتزاله الدولي.

وخلال هذه الفترة لعب طارق 18 مباراة دولية بقميص الأسود ونجح في تسجيل 5 أهداف.
كما برز اسمه بشكل لافت خلال نهائيات كأس إفريقيا للأمم سنة 2004، بعد وصول المنتخب المغربي المباراة النهائية، قبل أن ينهزم بصعوبة أمام المنتخب التونسي، وكان السكتيوي حينها من أبرز لاعبي خط الوسط في القارة السمراء.

مدرب لا يعرف المستحيل.

وعرج طارق السكتيوي الحاصل على دبلوم التدريب من الاتحاد الأوروبي “يويفا” ، إلى مجال التدريب، سنة 2012، حيث كانت بدايته مع فريقه الأم المغرب الفاسي سنة 2013، وتوج معه بلقب كأس العرش. بعد ذلك، تولى تدريب عدد من الأندية الوطنية، من بينها المغرب التطواني ونهضة بركان، واتحاد تواركة، إضافة إلى عودته لتدريب المغرب الفاسي لموسم واحد، قبل التحاقه بالمنتخب الأولمبي.
ويتميز السكتيوي كمدرب بانضباطه التكتيكي، وقراءته الدقيقة للمباريات، واعتماده على جيل شاب يؤمن بالإبداع داخل رقعة الملعب، دون التفريط في التنظيم والانضباط.

وفي نهاية فبراير 2024، اختارته الجامعة الملكية المغربية لكرة القدم لقيادة المنتخب الوطني الأولمبي، حيث تولى المهمة قبل أشهر قليلة من انطلاق دورة الألعاب الأولمبية بالعاصمة الفرنسية باريس 2024.

ورغم ضيق الوقت والضغط المتواصل، نجح السكتيوي في قيادة الفريق إلى إحراز الميدالية البرونزية، في إنجاز غير مسبوق لكرة القدم المغربية.
فهل تشفع هذه الحمولة الحبلى بالتجربة والحنكة في تدبير المباريات والجهد في أن يكون على رأس الإدارة التقنية للمنتخب الأول مستقبلا؟

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.