إصدار جديد للدكتور يوسف نيت بلعيد حول التعلم مدى الحياة وعلوم التربية والذكاء الاصطناعي
شهد الحقل العلمي الوطني والدولي في مجال علوم التربية إثراءً معرفيًا نوعيًا من خلال إصدار الدكتور يوسف نيت بلعيد مؤلفا جديدا يتمحور حول سياسات التعلم مدى الحياة والذكاء الاصطناعي.
وقد صدر الكتاب باللغة الفرنسية عن دار النشر أفاق ( مارس 2025) تحت عنوان :
APPRENDRE autrement Pour une politique d’apprentissage tout au long de la vie à l’ère de l’intelligence artificielle: de la vision à l’action.
التعلم بطريقة مختلفة: من أجل سياسة للتعلم مدى الحياة في عصر الذكاء الاصطناعي – من الرؤية إلى الفعل
ويرى الكاتب أنه في ظلّ النمو المتسارع للتكنولوجيا الرقمية، تكمن القوة التحويلية للثورة الصناعية الرابعة في قدرتها على دمج بيئات اكتساب المعرفة مع الأنظمة الذكية، مما يشكل فصلًا جديدًا في تاريخ التنمية البشرية. حيث كشفت جائحة كوفيد-19، في سياق هذه التحوّلات المتسارعة، عن تقاطع ثلاثة براديغمات أو أنساق فكرية مركزية: – براديغم الأزمة/الفرصة، الذي يُحوِّل حالة اللايقين إلى قوة دافعة نحو الابتكار والتغيير؛ – براديغم التعلم مدى الحياة، بوصفه ركيزة لتنظيم اجتماعي جديد للتعلم، سواء أكان رسميًا، غير رسمي، أم غير نظامي؛ وبراديغم الذكاء الاصطناعي، الذي يفرض نفسه من خلال التآزر الذي يخلقه بين قوة الخوارزميات، والمعالجة الضخمة للبيانات، والتعلم الآلي.
وبالاستناد الى هذا السياق المعرفي العالمي، يستكشف هذا الكتاب الروابط المعقدة بين هذه البراديغمات الثلاثة، من خلال تحليل الدور المتزايد للذكاء الاصطناعي في السياسات التعليمية، والإمكانات التي يتيحها في مجال التعلم مدى الحياة.
ولا يقتصر الهدف على تجاوز التناول الإعلامي المفرط للذكاء الاصطناعي وتطبيقاته — التي غالبًا ما تُقدَّم كحلول سحرية لمشكلات التعليم والتكوين — بل يتعداه إلى نقد النماذج المستوحاة من” التفرد التكنولوجي”، والتي تروّج للذكاء الاصطناعي كوسيلة للخلاص الافتراضي للمتعلمين.
ومن هذا المنطلق، يقترح المؤلف إطارًا مرجعيًا للسياسات العمومية يهدف إلى استثمار فرص الذكاء الاصطناعي، مع الانتباه لتأثيراته النظامية العميقة على المنظومة التربوية.