الوكالة الوطنية للمياه والغابات ترد على مقال صحفي حول تهيئة غابـة المعمورة بسلا الجديدة : “التهيئة ليست “محطة فاشلة”
الرباط|أصدرت الوكالة الوطنية للمياه والغابات بلاغا توضيحيا ردا على ما تداولته بعض المنابر الإعلامية حول موضوع «تهيئة غابة المعمورة بسلا الجديدة: محطة لم تحقق أهدافها».
وأكدت الوكالة في بلاغها أن غابة المعمورة، وخاصة جانبها الحضري بسلا الجديدة، تشكل رئة بيئية مهمة لجهة الرباط-سلا-القنيطرة، ومتنفسا لممارسة الرياضة والاستجمام، فضلا عن دورها السياحي والثقافي. وأوضحت أنها تعمل في إطار الاستراتيجية الوطنية “غابات المغرب 2020-2030” على حماية هذا التراث الطبيعي وتأهيله بشكل مستدام.
وبخصوص مظاهر التدهور والضغط الحضري، اعترفت الوكالة بوجود تحديات مرتبطة برمي النفايات، وولوج السيارات بشكل غير منظم، وسلوكات غير مسؤولة، مشيرة إلى أنها تتطلب تضافر جهود مختلف المتدخلين. وأبرزت أنها تتعامل مع هذه الإشكالات عبر حملات تنظيف منتظمة، وتعبئة تسعة حراس للغابة، إلى جانب برامج توعوية مستمرة.
أما فيما يتعلق بعمليات التشجير، فأكد البلاغ أن عمليات التخليف للبلوط الفليني أُنجزت وفق الجدول البيولوجي المناسب والمعايير التقنية، مع حماية الشتلات بسياج معدني ملائم. ونفت الوكالة ما أثير حول اعتماد أسلاك شائكة، معتبرة أنها كانت إجراء مؤقتا جرى استبداله بوسائل أكثر ديمومة.
وفي ما يتعلق بقطع الأشجار، شددت الوكالة على أن الأمر يخص إزالة الأشجار الميتة فقط، في إطار صفقة عمومية قانونية تهدف إلى تفادي المخاطر، مبرزة أن أشغال الطرق بسلا الجديدة لا تدخل ضمن نفوذها.
كما كشفت الوكالة عن إعداد مشروع مهيكل للتأهيل الترفيهي لغابة المعمورة بشراكة مع جهة الرباط-سلا-القنيطرة ضمن برنامج التنمية الجهوية 2022-2027، بميزانية 15 مليون درهم، وسيشمل منع دخول المركبات، وتهيئة مسارات ومرافق ترفيهية تراعي البعد البيئي، على أن تنطلق الأشغال سنة 2026.
وأشار البلاغ أيضا إلى أن المقارنة بين غابة سلا الجديدة وغابات الرباط (ابن سينا، نزهة حسان..) غير دقيقة، بحكم أن هذه الأخيرة قديمة التهيئة، بينما غابة سلا الجديدة في طور الهيكلة لكنها تحظى بالأولوية ضمن الاستراتيجية الوطنية.
أما بشأن إشكالية الكلاب الضالة، فأوضح البلاغ أنها تدخل ضمن مسؤولية مشتركة بين الجماعات المحلية والمصالح البيطرية والجمعيات المختصة، مع التزام الوكالة بالمساهمة في ضمان سلامة مرتادي الغابة في انتظار حلول مستدامة.
واختتمت الوكالة بلاغها بالتأكيد على أن غابة سلا الجديدة ليست “محطة فاشلة”، بل ورش بيئي في إطار دينامية وطنية طموحة تسعى إلى جعلها فضاء نموذجيا للاستدامة والتعايش الإيجابي.
