تحقيقات: رئيس جامعة ابن طفيل المعفي يغادر الجامعة في أجواء تقديرية وسؤال مطروح: إعفاء بسبب الشيخات أم هي حسابات سياسية؟(ج1)
تحقيقات مغرب بريس تبفي: قبل الخوض في التفاصيل، الخبر في 5 أفكار اساسية:
●رئيس جامعة ابن طفيل المعفي يغادر الجامعة في أجواء تقديرية وسؤال مطروح: إعفاء بسبب “واقعة الشيخات” أم هي حسابات سياسية؟
●وزارة التعليم العالي اعتبرت أنه “قرار إداري صرف”.. أشر عليه رئيس الحكومة عزيز أخنوش بقرار من الميداوي
●فيما أكدت مصادر متطابقة ان الإعفاء يحمل فـي طياته أبعادا سياسية وتصفية لحسابات قديمة داخل القطاع ترتبط بالوزير السابق الميراوي .
●محمد العربي كركب ودع الجامعة بكلمات امتنان لأطرها و أشار إلى الإشعاع الدولي المــتنامي للجامعة، خاصة في الفضاءين العربي والإفريقي.
●وأكد انه يغادر المؤسسة وهي في أوج عطائـها مذكرا بتتويجها مرتين كأفضل جامعة عربية خلال سنة 2025، وتصدرها للتصنيفات الوطنية
شاهد:
التفاصيل: إعفاء رئيس جامعة ابن طفيل.. “الشيخات” في الواجهة ومصادر تربط الإقالة بتصفية حسابات سياسية
القنيطرة: مغرب بريس تيفي
أثار قرار إعفاء محمد العربي كركب من رئاسة جامعة ابن طفيل بمدينة القنيطرة جدلا واسعا داخل الأوساط الجامعية والسياسية، وذلك في أعقاب تنظيم حفلة تخرج داخل مؤسسة تابعة للجامعة، تخللتها فقرات فنية شعبية من أداء فرقة “شيخات”، اعتبرها البعض مسا بصورة الجامعة وخرقا لأخلاقيات الحرم الجامعي.
القرار، الذي تم توقيعه يوم 29 يوليوز 2025 باقتراح من وزير التعليم العالي عز الدين الميداوي وموافقة رئيس الحكومة، وصفته وزارة التعليم العالي بأنه “قرار إداري صرف”، وفق ما أوردته جريدة برلمان كوم.
غير أن مصادر متعددة ذهبت أبعد من ذلك، معتبرة أن الإعفاء يحمل في طياته أبعادا سياسية وتصفية لحسابات قديمة داخل القطاع.
من جانبه أشار موقع آشكاين، إلى أن الوزير الحالي سبق أن تم إعفاؤه من رئاسة نفس الجامعة سنة 2022 من قبل الوزير السابق عبد اللطيف ميراوي، ليتم تعويضه حينها بمحمد كركب، مما جعل الإعفاء الأخير يقرأ من طرف متابعين كجزء من صراع نفوذ مستمر داخل الوزارة.
في المقابل، نقلت يومية الصباح عن مصادرها أن الإعفاء جاء أيضا نتيجة “اختلالات في التدبير الإداري والمالي”، وليس فقط بسبب الحفل المثير للجدل. المصادر نفسها تحدثت عن “سوء صرف للميزانية وغياب الصرامة في التسيير”، في وقت تتزايد فيه الدعوات لإرساء الحكامة داخل المؤسسات الجامعية العمومية، على حد تعبيرها.
واقعة “الشيخات” فجرت غضبا في أوساط محافظة وحقوقية، حيث اعتبرت جمعية مغربية للدفاع عن القيم الجامعية أن ما جرى يمثل “انحدارا خطيرا في التقاليد الأكاديمية”، كما نقل موقع هوية بريس، واعتبر عدد من الفاعلين أن فضاء الجامعة لا يمكن أن يتحول إلى “مسرح للفرجة”.
هذه المعطيات تأتي عكس معطيات أخرى في ذات السياق، تؤكد وجود احتفال “بالشيخات” في إحدى مؤسسات جامعة الحسن الثاني، وهي معطيات تعمل جريدة مغرب بريس تيفي على التدقيق فيها، في إطار تحقيق صحفي تنجزه قبل مدة عن الموضوع.
وفي لحظة وداعية موثقة، عاشت جامعة ابن طفيل لحظات تقدير للرئيس المقال، رغم القرار المذكور، حيث عبر أطر المؤسسة عن تقديرهم للاستاذ محمد العربي كركب، مؤكدين ان الجامعة عاشت في فترته أزهى ايامها العلمية والأكاديمية.
من جانبه أكد الدكتور محمد العربي كركب، إنه يغادر المؤسسة وهي في أوج عطائها، مذكرا بتتويجها مرتين كأفضل جامعة عربية خلال سنة 2025، وتصدرها للتصنيفات الوطنية حسب مؤشرات [QS](https://www.topuniversities.com/world-university-rankings?countries=ma&sort_by=rank&order_by=asc) و[Times Higher Education](https://www.timeshighereducation.com/impactrankings#!/length/25/locations/MAR/sort_by/rank/sort_order/asc/cols/stats). كما أشار إلى الإشعاع الدولي المتنامي للجامعة، خاصة في الفضاءين العربي والإفريقي.
موقعStudiosity الأسترالي كان قد نشر قبل أسابيع قليلة حوارا مطولا مع كركب، سلط فيه الضوء على تجربة الجامعة في الريادة الأكاديمية والتحول الرقمي، مما يجعل الإعفاء مفاجئا بالنظر إلى هذه الدينامية الإيجابية.
كما سبق لموقع pouvoirsafrique.com أن أبرز دور الجامعة في تعزيز الحضور المغربي في المؤسسات الإفريقية، بعد أن أصبح المغرب نائبا لرئاسة اتحاد الجامعات الإفريقية، في خطوة وصفت بالاستراتيجية.
وسط كل هذه المعطيات، يبقى القرار محط جدل بين من يراه تدخلا ضروريا لإعادة الاعتبار للجامعة، ومن يعتبره سلوكا انتقاميا يرتبط بتصفية الحسابات بين مسؤولين تعاقبوا على تدبير القطاع، وهو ما يعيد النقاش حول استقلالية القرار الجامعي عن التأثيرات السياسية الفوقية، ويطرح سؤلا اخر: هل وافق الرئيس المعفي محمد العربي كركب على ” الشيخات في حفل التخرج”.
من الجيد ربط المسؤولية بالمحاسببة، هذا مبدأ دستوري لا بد من تنزيله، لكن إذا كانت المؤسسة المعنية لها من يديرها، الا يتحمل المسؤول المباشر( عن المدرسة موضوع حفل التخرج) جزء من المسؤولية؟ ثم ما هو معيار الإعفاء أو الترقية في الجامعة المغربية؟، هل حفلات الشيخات أو التصنيفات الدولية ومدى تقدم الجامعة في فترة أي رئيس، فمن يرى ويقيم ويقرر، الا يفترض فيه أن يرى من مختلف الزوايا؟ ما دام الخطأ واردا في جميع الأحوال؟
يتبع…