وليد الكرتي ومحمد الشيبي.. تأقلم مغربي يحلق ببيراميدز نحو المجد الإفريقي “دوري أبطال إفريقيا”
مقال بالتعاون مع الذكاء الإصطناعي| في لحظة تاريخية، دوَّن نادي بيراميدز المصري اسمه في سجل كبار القارة السمراء، بعد تتويجه بلقب دوري أبطال إفريقيا 2025 لأول مرة في تاريخه، متفوقاً على العملاق الجنوب إفريقي ماميلودي صنداونز.
غير أن هذا التتويج لم يكن مجرد نتيجة عابرة، بل خلاصة مشروع رياضي ناضج ساهم فيه لاعبون من مستويات مختلفة، من بينهم نجمان مغربيان برزا بشكل لافت: وليد الكرتي ومحمد الشيبي.
الكرتي.. صانع التوازن واللحظة الحاسمة
ابن مدينة مراكش ونتاج مدرسة الوداد الرياضي، يُعد وليد الكرتي أحد أبرز لاعبي الوسط في الكرة المغربية خلال العقد الأخير. يتميز برؤية لعب عالية، وهدوء تكتيكي قلّ نظيره، وقدرته على اتخاذ القرار الصحيح في اللحظات الحرجة.
منذ انتقاله إلى بيراميدز عام 2021، أعاد تشكيل أدواره بما يتناسب مع متطلبات الدوري المصري، ليغدو لاعب توازن بامتياز، يجمع بين القوة الدفاعية والحسم الهجومي. وقد تجلى ذلك في ذهاب نهائي دوري الأبطال، حيث سجّل هدفاً مفصلياً في شباك صنداونز، مهّد طريق التتويج للفريق المصري.
في تصريح له عقب النهائي، قال الكرتي:
> “هذا التتويج تتويج لجماعية الفريق، وأنا سعيد لأنني وضعت بصمتي في هذا الإنجاز التاريخي. بيراميدز آمن بي، وأنا رددت الثقة بالعمل والانضباط.”
الشيبي.. ديناميكية الجهة اليمنى
من العاصمة الرباط، جاء محمد الشيبي بخبرة محلية قوية في البطولة المغربية رفقة الجيش الملكي، ومن قبلها الرجاء الرياضي واتحاد طنجة. ظهير أيمن نشيط، يتمتع بلياقة بدنية استثنائية، وقدرة على التقدم وصناعة اللعب.
منذ انضمامه لبيراميدز سنة 2022، انسجم الشيبي سريعاً مع إيقاع الدوري المصري، وبرز كأحد أفضل المدافعين في البطولة، برصيد 12 تمريرة حاسمة هذا الموسم.
أدواره المتعددة – دفاعا وهجوما – منحته موقعاً أساسياً في تشكيلة الفريق، لا سيما في الأدوار الإقصائية لدوري الأبطال، حيث كان سداً منيعا وممرّا لبناء الهجمات.
الشيبي عبّر عن فخره بما تحقق، قائلاً:
>”حين وقّعت لبيراميدز، كنت أعلم أن التحدي كبير، لكنني مؤمن بقدرتي على النجاح. اللقب الإفريقي لحظة خاصة في مسيرتي، وأهديه للجماهير المغربية والمصرية معاً.”*
أداء يتجاوز الملعب
تألق الكرتي والشيبي لا يختزل في الإحصائيات، بل في ما مثّله وجودهما من قيمة مضافة لثقافة بيراميدز الفنية. اللاعب المغربي أثبت مجدداً قدرته على التكيف والتفوق في سياقات لعب مختلفة، بفضل تكوينه التقني، وذكائه التكتيكي، وأخلاقيات العمل التي يتميّز بها.
في الوقت الذي راهن فيه بيراميدز على خلق نواة من اللاعبين المتجانسين، جاء الحضور المغربي ليعزّز هذه الرؤية، ويمنح الفريق بُعداً قارّياً متطوراً، خصوصاً مع الاعتماد على عناصر تمتلك تجارب إفريقية سابقة.
تألق وليد الكرتي ومحمد الشيبي ليس فقط مكسباً لبيراميدز، بل رسالة للكرة المغربية وللاعبين المغاربة بالذات: الاحتراف الحقيقي ليس فقط في تغيير القميص، بل في إثبات الذات وتوقيع الأثر.
وبينما يرفع بيراميدز كأس دوري أبطال إفريقيا، يحق للكرة المغربية أن تفخر بولدين من أبنائها، ساهما في لحظة تاريخية تُثبت أن .الإبداع لا يعترف بالحدود.