المغرب والسعودية يوقعان شراكة استراتيجية لحماية الغابات ومكافحة التصحر

شهدت مدينة أكادير يوم الاثنين 16 يونيو 2025 توقيع مذكرة تفاهم استراتيجية بين الوكالة الوطنية للمياه والغابات بالمملكة المغربية والمركز الوطني لتنمية الغطاء النباتي ومكافحة التصحر بالمملكة العربية السعودية، وذلك في إطار تعزيز التعاون الثنائي بين البلدين في مجالات البيئة والتنمية المستدامة.

وجرى التوقيع على هامش اللقاء الدولي رفيع المستوى المنعقد بأكادير من 16 إلى 18 يونيو 2025، في سياق المبادرة التي أطلقتها المملكة المغربية لدعم أشغال منتدى الأمم المتحدة المعني بالغابات، وتحضيرا لانعقاد دورته الحادية والعشرين المرتقبة سنة 2026.

وتروم هذه الشراكة الاستراتيجية دعم وتطوير التعاون التقني والعلمي بين الجانبين، خاصة في ما يتعلق بتطوير الأطر الاستراتيجية والقانونية لتدبير مستدام للغابات، وإعادة تأهيل النظم الإيكولوجية الغابوية، وتحسين تقنيات التشجير، وعصرنة البنيات التحتية للإنتاج الغابوي، بالإضافة إلى إدماج الحلول التكنولوجية الحديثة في تتبع وتدبير الغابات، ومكافحة ظواهر التصحر وزحف الرمال وتدهور الأراضي.

كما تهدف هذه الشراكة إلى تعزيز البحث العلمي التطبيقي، وتبادل التجارب والخبرات بين المؤسستين، في أفق تنفيذ مشاريع بيئية مشتركة ذات أثر اقتصادي واجتماعي.

وتستند مذكرة التفاهم إلى التقاطع بين التوجهات الاستراتيجية الوطنية في كلا البلدين، حيث تتكامل أهداف استراتيجية “غابات المغرب 2020–2030” مع مبادرة “السعودية الخضراء”، لاسيما في مجالات التشجير واستعادة الغطاء النباتي، وتعبئة الفاعلين المحليين ضمن حكامة مجالية تشاركية، واستعمال التكنولوجيات الحديثة للتدبير الفعال والمستدام للموارد الطبيعية.

كما تعتزم المؤسستان العمل بشكل مشترك في إطار مبادرة “الشرق الأوسط الأخضر” التي أطلقتها المملكة العربية السعودية سنة 2021، بهدف تعزيز التعاون الإقليمي في مجالات حفظ التنوع البيولوجي، وتقوية مرونة النظم البيئية، ودعم جهود التنمية المستدامة.

ويجسد هذا التعاون إرادة البلدين في الإسهام الفعال في تنفيذ التوجيهات الدولية المتعلقة بالغابات، وفق المخطط الاستراتيجي للأمم المتحدة للغابات 2017–2030، وتحقيق أهداف التنمية المستدامة المدرجة ضمن أجندة 2030.