الصحافة بمهنية ورؤية إبداعية

للصحافة رأي: رسالة لجلالة الملك..وزير الداخلية.. عزيز أخنوش.. وشباب حركة GenZ212

الرباط| في سياق الأحداث المؤسفة التي عاشها المغرب في الأيام الأخيرة، هذه رسالة أعتبرها مهمة لجلالة الملك محمد السادس نصره الله، وللسيد وزير الداخلية، وللسيد رئيس الحكومة عزيز أخنوش، ولشباب جيل زيد، أو مختلف المغاربة الذين خرجوا للاحتجاج.

شاهد:

https://youtu.be/92_exETmPdQ?si=7bQiF3izvL3Vj8EC

هذا دستور المملكة المغربية. هذا الدستور أعتبر أنه دستور متقدم ويحفظ الحقوق، ومن أهم هذه الحقوق ما يرتبط بالحق في الاحتجاج والحق في المطالبة بمختلف الحقوق سواء في القطاع الصحي أو القطاع التعليمي أو كذلك في العدالة الاجتماعية. للأسف الشديد.

بداية، سأبدأ بما حدث: جلالة الملك، يؤسفنا، مع كل التقدير والاحترام لمقامكم ولمكانتكم عندنا كمغاربة، نؤمن بأهمية المؤسسة الملكية، ونعرف أننا وفق هذا الدستور في دولة المؤسسات، وبالتالي فهذا القرار هو قرار مؤسساتي تتحمل مسؤوليته وزارة الداخلية ورئاسة الحكومة. لكن باعتباركم ملك البلاد، فإننا نعبر عن حزننا الشديد لما رأيناه.

كيف يرضينا يا جلالة الملك أن نرى أطفالا ونساء ورجالا يعنفون بطرق لا يمكن أن نقول عنها إلا إنها طرق وحشية لا تمت بصلة لمغرب 2030، ولا تمت بصلة للمغرب الذي حلمنا به كشباب التسعينات والثمانينات وكذلك جيل الألفينات، المغرب الذي نريد أن نربي فيه أبناءنا وبناتنا.

إذن يا جلالة الملك، أعتقد بأن ما وقع من تعنيف هو خطأ من طرف وزير الداخلية السيد عبد الوافي لفتيت. ونتمنى إن شاء الله ألا نرى مثل هذه المشاهد في مغرب اليوم، لأن مغرب اليوم هو المغرب الذي نريد أن نفتخر به: مغرب الملاعب الكبرى، مغرب أكبر مستشفى في إفريقيا هنا بالرباط، مغرب كل المنجزات.

كل هذه المنجزات تسعدنا ونريد أن نفرح ببلدنا في كأس العالم وفي كأس إفريقيا وغير ذلك. ولكن كيف لهذه الفرحة أن تتم ونحن نرى هذه المشاهد المؤسفة في مختلف المدن المغربية؟ لماذا كانت هذه التوجيهات؟ كيف كانت؟ وكيف خرجت من دهاليز السياسة أو من دهاليز مختلف السلطات ومختلف المؤسسات؟

وكما نقول بالدارجة: “احنا ما غنفهموش حسن من الناس اللي كيسيروا البلاد”، ولكن نحن كصحافة نرى بأن هذه العملية لم يكن من الواجب أن يتم التدخل فيها بهذه الطريقة. كان من الممكن، بطبيعة الحال، إذا كانت هناك جهات أجنبية تريد أن تضر بمصالح الوطن، فأعتقد أن شباب المغرب واعون بما فيه الكفاية. شباب المغرب لا يمكن أن تنطلي عليهم مجموعة من الخدع المرتبطة بمجموعة من الجهات التي نعرف فعلا أنها موجودة ولا تريد الخير للمغرب، هذا معروف.

ولكن لا يمكن أن نحاسب شبابا بذنب أشخاص آخرين هم في نفس الوقت مجهولون. لا يمكن، لا يمكن أن نحاسب ليس فقط الشباب ولكن جميع المغاربة.

والله العظيم، بالأمس بكيت وأنا أشاهد مجموعة من المشاهد المحزنة: نساء ورجال وأطفال يعنفون بطرق مختلفة. وهناك مشاهد بكيت فيها على حال الشرطة، لأن هناك رجال شرطة ونساء شرطة لم يعاملوا المواطنين بطريقة سيئة، وترفع لهم القبعة. رغم أننا نعرف أنهم ينفذون التعليمات، وأنهم إذا لم ينفذوا التعليمات فإنهم سيعاقبون، ولكن هناك بعض رجال الشرطة الذين رجحوا كفة الإنسانية والتعامل بدبلوماسية والخروج بأقل الأضرار وبأقل الجراح كما يقال.

في إطار الحديث عن الصحافة، وقبل أن أمر إلى السيد وزير الداخلية، في هذا المساء خرجت النقابة الوطنية للصحافة المغربية ببلاغ تنديد واضح. نحن سلطة رابعة في هذا البلاد، نحن رجال وسيدات الصحافة نعيش أصلا في مهنة المتاعب. هذه المهنة ليست سهلة، هناك الكثير من الاتهامات، وهناك الكثير من الأشياء السلبية التي تقال عن مهنة الصحافة.

المتلقي المغربي، أنا أيضا ألوم الجمهور المغربي. ألومه لأنه من ناحية يشجع التفاهة – بعض الفئات تشجع التفاهة وتشجع محتويات الفضائح على المنصات الإعلامية – ومن ناحية أخرى يلومون الصحافة ولا يعرفون متاعبها ولا يعرفون كل شيء. فمن فضلكم، لا تزيدوا متاعب على متاعبنا.

هناك الكثير من المتاعب، ونحن دائما نتعاون مع السلطات، دائما نؤمن بالقانون، دائما نؤمن بأننا في دولة الحق والقانون. وبالتالي فلا يمكن أن نقبل بأي شكل من الأشكال ما حدث لمجموعة من الزملاء الصحفيين في مجموعة من المنابر.

أحيانا، بمنطق الدستور، عندما يكون هناك شخص أمام الكاميرا وتأتي أنت الآن كرجل شرطة لتقوم بمهامك، فأنت تعرقل مهمته. وبالتالي هذا خرق قانوني. لا يمكن أن تأخذ مصرحا من أمام الصحافة، هذا عبث.

نقطة أخرى ترتبط كذلك بالتعنيف الموجه لرجال وسيدات الصحافة بشكل مباشر. هذه الأمور ليست مقبولة بشكل نهائي في مغرب 2030 ومغرب الإنجازات الذي نعيد ونكرر أننا نفتخر به وندعمه ونريد لبلدنا أن يكون أحسن بلد في العالم.

لكن ليس بالطنز السياسي بالدارجة، وليس بالطنز التواصلي، وليس بالخطابات الخشبية، ولكن بالمعقول، بالصدق، بالأمانة. والأهم، الأهم: إذا كان هناك شخص غير صادق فأنا أقول له: “كن صادقا أو لا تكن صادقا، هذاك شغلك”.

طبق معي الدستور، طبق معي القانون، طبق معي قانون الصحافة والنشر، طبق معي كل ما يرتبط بالقانون لأننا في دولة الحق والقانون.

أمر للسيد وزير الداخلية، طبعا ربما بدرجة أقل، السيد عبد اللطيف الحموشي المدير العام للأمن الوطني يتحمل كذلك جزءا من المسؤولية، ولكن في نهاية المطاف المسؤولية تقع على السيد وزير الداخلية والسيد رئيس الحكومة.

نبدأ بالسيد وزير الداخلية: يعني لا أفهم، السيد وزير الداخلية، كيف سمحت؟ ونحن نعرف أنك رجل تواصل، رجل تتواصل في البرلمان بشكل جيد، تحاول أن تفعل الكثير من الأمور، تقدم مجموعة من المبادرات إلى غير ذلك.

ولكن الأوضاع الموجودة في المغرب… يعني عندما نرى وزير الصحة يزور مجموعة من المناطق. أنا طرحت سؤالا بوجود السيد عامل تطوان، إلى غير ذلك، كان هناك فيديو للعامل يحاول أن يتحدث مع أحد الشباب. وأنا طرحت سؤال: أين كان العامل؟ وأين كان المنتخب قبل زيارة السيد وزير الصحة؟ هل ننتظر أن يكون جلالة الملك وزيرا للصحة، وعاملا، ومقدما، وأي شيء؟ على كل شخص أن يقوم بعمله في هذا الوطن من أجل أن يتقدم ومن أجل أن نحفظه لأبناء أبنائنا وبناتنا.

لأن ما رأيناه في هذه الأيام، للأسف، لا يطمئن. لا يطمئن على مغرب المستقبل. أنا شخصيا لم يطمئنني. وأنا أحضر مع مصورتي الحلقة، تناقشنا في مكاتبنا وقلت له: هذا النقاش في حد ذاته يعبر عن أننا لسنا بخير. يعني يجب أن نخاف من تدخل معين… كذا وكذا. لا، ليس هذا هو المغرب الذي نريد.

نريد المغرب الحريات، مغرب الديمقراطية، ومغرب القانون. هذا المغرب الذي آمنا به وسنؤمن به وسنبقى نؤمن به رغم كل شيء. المغرب الذي نريد أن نعيش فيه مع صاحب الجلالة الملك محمد السادس نصره الله في رخاء وسعادة، وكذلك مع ولي العهد ومستقبلهم بطبيعة الحال. أطال الله عمر الملك وشفاه بإذن الله.

إذن يا وزير الداخلية، أعتقد بأن القرار كان، في تقديري، قرارا خاطئا. كان من المفترض أن تخرج الشرطة ويخرج المتظاهرون ويلتقون في الشارع، لأن كلنا نريد مصلحة الوطن. إذا كانت هناك انزلاقات، فتكون هناك توجيهات واضحة للشباب، لأن الشباب واع. من ينزلق الشباب سيتكلفون به، من ينزلق المغاربة سيتكلفون به، من يرفع شعارات معادية للمملكة أو معادية لشعار “الله، الوطن، الملك”، الشباب سوف يتكلفون به.

ولكن غير مقبول أن نعنف الشباب ونعنف النساء ونعنف الرجال. عذر أن هناك جهات خارجية دعت إلى كذا وكذا… وهذا افتراض يبقى قد نقبله في إطار الافتراضات، ولكنه هل هو صحيح أو لا؟ هذا يبقى سؤالا صحفيا موجها للسيد وزير الداخلية.

وأنا أتمنى، في إطار القانون، أن تمنح الفرصة للصحافة من أجل لقاء وزير الداخلية ومن أجل طرح مجموعة من الأسئلة حول ما وقع بالمغرب، حول هذه الأحداث.

للأسف، يا السيد وزير الداخلية، هذه الأحداث أعادتني للوراء لسنوات. مختلف القنوات العالمية، الصحافة العالمية، تحدثت عنا بعد ما كانت تتحدث عنا في سياق التضامن في زلزال الحوز، وفي سياق المونديال، وفي سياق الملعب، وفي سياق كذا… الآن تتحدث عنا في سياق التعنيف، في سياق تعنيف المرأة والطفل والحقوقيين والصحفيين. تعنيف الجميع!

يعني ما هذا؟ ما هذا المغرب؟ هذا ليس المغرب الذي أريد أو الذي أحبه. أنا أحب مغربا ديمقراطيا.

ولهذا، السيد وزير الداخلية، نتمنى أن نفهم أن فن إدارة الأزمات له متخصصون، ويمكنكم أن تبحثوا عنهم في المغرب، فهم موجودون، أبناء الجامعة المغربية. وبالتالي، فن إدارة الأزمات يتطلب منا جميعا، في لحظة الأزمة، أن نعود إلى مجال التواصل والحوار، ونحاول أن نخرج من مثل هذه اللحظات بأقل الأضرار.

لأننا للأسف خرجنا بأسوأ الأضرار. في يومين أو ثلاثة أيام خرجنا بأسوأ الأضرار. وبلغني من مصادر أنه، في لحظة تسجيل هذا الفيديو الآن، هناك شباب في وجدة. مثلا ما وقع في وجدة محزن جدا. لا يمكن أن نقبل ما وقع في وجدة. لا يمكن أن نقبل أن نجر البلاد إلى الهاوية بسبب قراراتكم غير المفهومة والتي لا يمكن أن نقتنع بها، السيد الوزير المحترم.

وبالتالي، أتمنى، السيد الوزير المحترم، أن يكون هناك في المستقبل مجال لإدارة الأزمات بالطريقة الصحيحة، وليس بالطريقة العنيفة. المقاربة الأمنية غير صحيحة بشكل نهائي. المقاربة الأمنية يجب أن تكون بالتنسيق مع الشعب، لأن الشعب لا يريد أن يضر وطنه. الشعب يقول لك: عاش الملك، الله، الوطن، الملك. فكيف تريد أن تعتقل هذا الشعب أو هذا الشاب الذي يريد فقط أن يقول: الصحة، التعليم، العدالة الاجتماعية؟ وهذه أمور واضحة.

وهناك ما هو أخطر، السيد الوزير. يعني في المستقبل سوف نضع تحقيقا صحفيا يوضح أن، مثلا، في ملف زلزال الحوز، هناك أشخاص استغلوا محنة هؤلاء الناس من أجل أن يعمقوا جراحهم. هذا التحقيق لا شك فيه، بالوثائق وبكل الأدلة. عمل صحفي استغرق منا تقريبا شهرين. فماذا ستقول، السيد وزير الداخلية؟ هل هؤلاء الأشخاص سيعود لهم حقهم؟ هذا سؤال يطرح في زلزال الحوز.

رسالتي كذلك، كما قلت، للسيد رئيس الحكومة. السيد رئيس الحكومة عزيز أخنوش، قانونيا أنت تتحمل المسؤولية فيما وقع. وأنت تعرف، السيد رئيس الحكومة، للأسف أنه في عهدك الكثير من الأمور لم تدر بالطريقة الصحيحة. وكما قال عبد الله ساعف، المفكر المغربي ووزير التعليم السابق، هذه الحكومة طغى عليها فكر “الهمزة”.

كيف ذلك؟ أعطيك مثالا، السيد رئيس الحكومة: هناك مجموعة من الأشخاص في ديوانك، السيد رئيس الحكومة، لا يتواصلون حتى مع الصحافة بالطريقة المهنية والقانونية. هناك موظفة عندك، أو مستشارة، أو لا أعرف، في ديوانك، تحجب (تبلوكي) الصحفيين. بدل أن تتواصل معهم، تحجبهم. واش حنا شنو؟ واش حنا كنلعبو؟ حنا كنتكلمو في إطار القانون. ماشي مهم تبغيني ولا تكرهني، المهم تخدم معايا في إطار القانون.

وهذا مثال من الأمثلة. ما كيطبقوش القانون، كيتعاملو مع الصحافة بطريقة غريبة.

وبعد ذلك نرى أن الحكومة، بعد فشلها الواضح جدا في قطاعي الصحة والتعليم وفي قطاعات أخرى، وخاصة في قطاع الصحة، ما ظهر مؤخرا يساءل عليه حتى الطالب العلمي.

ماذا كنت تفعل، السيد ايت الطالب؟ كنا نقول إنك وزير رائع… ولايتين في نفس الوزارة، وزارة الصحة. فماذا فعلت؟

أما التهراوي فقد جِيء به، وأنا أتعاطف مع التهراوي، رغم أنه أخطأ كذلك، وقال: “سيروا احتجوا في الرباط”. يعني، عندما نقول “سيروا احتجوا في الرباط”، إذن المحرض على الاحتجاجات بهذا المنطق هو السيد وزير الصحة.

وزارة الصحة يجب أن تعطي الحلول، يجب أن تعامل الأطباء بطريقة جيدة، والطلبة الأطباء بطريقة جيدة. ظروف طلبة الطب مزرية ولا زالت مزرية رغم كل الاحتجاجات التي قاموا بها.

إذن، يجب أن نكون صادقين في القول وفي الفعل وفي التنفيذ وفي التنزيل، وليس فقط في الخطابات، وبما أسميه أنا بين قوسين “الطنز التواصلي والسياسي”، وليس “التواصل السياسي”، لأنني عندي قبعة أخرى هي قبعة التواصل السياسي كمتخصص في هذا المجال. وأؤكد لكم أن ما تقومون به لا علاقة له بالتواصل السياسي، وربما قد يكون تسويقا سياسيا ولكن مشوها.

إذن، سيد رئيس الحكومة، أنت تتحمل المسؤولية. أنا قرأت بلاغ رئاسة الحكومة هذا المساء، وقال إنه يتفهم مطالب الحركات الشبابية إلى غير ذلك. نفس اللغة تتكرر. ماذا بعد التفهم؟ نريد الأفعال وليس التفهم.

نريد أن نرى الصحة. أعطيك مثالا: ناصر الزفزافي عندما دخل إلى السجن، لماذا دخل؟ من بين الأسباب التي دخل من أجلها هو المستشفى وكذا في منطقته بالريف. يعني الآن، في هذه اللحظة، بعد 2017 إلى 2025، لازالت حالة المستشفيات لم تتغير. هذا فشل حكومي.

لا أحملك المسؤولية وحدك، السيد رئيس الحكومة، أنا سأكون مخالفا لخطابك، لأنك أصلا كنت في الحكومات السابقة. أنا أحمل المسؤولية لجميع الحكومات المغربية منذ الاستقلال، من 56 إلى الآن. ما قدرناش ندير سبيطارات مقادة؟ هذا شيء لا يعقل.

فأتمنى من السيد رئيس الحكومة، فيما تبقى لك من ولايتك، أن تقوم بالمجهودات اللازمة. أما في الانتخابات، فأكيد أن الانتخابات ستكون لها حسابات أخرى. وربما، كما عوقب حزب العدالة والتنمية في الانتخابات الأخيرة، أعتقد بأن حزب التجمع الوطني للأحرار كذلك سيعاقب في الحكومة المقبلة أو في الانتخابات المقبلة. فهل هذا الافتراض صحيح؟

وأخيرا، أختم مع شباب المغرب، شباب جيل زيد. أتمنى من الشباب، لأنهم بطبيعة الحال استطاعوا أن يقوموا بأشياء متميزة، وأهمها أنهم أوصلوا صوت المغاربة في مجموعة من القطاعات. وأنا أعتذر من هؤلاء الشباب، خاصة جيل الألفينات، لأنني كشاب من التسعينات كنت أقول إن هذا الجيل فعلا جيل “قَمَش، ما يحشم، ما يرمش، ما مهتمش بالبلاد، مهتم غير بالسهرات، مهتم غير بكذا”.

ولكن الآن أقول لكم: تبارك الله عليكم. لأنكم استطعتم أن تؤكدوا لنا أنكم مهتمون بهموم البلاد الحقيقية.

دابا سيروا فرحوا مع راسكم وسيروا للسهرات. أنا عندي أخ في عمره 19 سنة، وخا أنا غير متفق على بعض السهرات وبعض كذا، كنت كنخليه يمشي للسهرة. وجا لعندي الرباط ودوز 20 يوم معايا في عطلة الصيف، وكنت كنخليه.

احنا ماشي ضد السهرات وضد الفرح في بلادنا، ولكن نقول: خاص يكون التوازن. خاص يكون التوازن ما بين الثقافة والعلم والمعرفة، والسهرات والفن والكرة والرياضة. ماشي نهتم بالترفيه فقط ونهمل الأشياء المرتبطة بصحتنا ومستقبل بلادنا.

شباب المغرب، شباب جيل زيد، وجميع المغاربة: نتمنى أن نعطوا للحكومة ولبلادنا فرصة من أجل مصلحة البلاد. نوقف هذا الخروج الآن، ونحاول ما أمكن في المستقبل القريب بإذن الله أن نعطي فرصة للدولة لكي تقوم بما يجب أن تقوم به. وبعدها يمكن أن نعود للاحتجاج، ولكن هذه المرة نتمنى من المجتمع المدني ومن مختلف التنظيمات أن يدخلوا على الخط من أجل الحصول على الترخيص لهذه الاحتجاجات.

وأن تسمح الدولة ووزارة الداخلية بهذه الاحتجاجات، لأننا لا نحتج ضد الشرطة ولا ضد الداخلية ولا ضد جلالة الملك. نحن نحتج على الحكومة بأكملها، لأنها، في نظرنا، حكومة لم تنجح في القيام بما كان يلزمها.

ليس في جميع القطاعات، هناك أشياء تم القيام بها صحيح. نحن لن نرى الواقع بشكل سوداوي، هناك أمور تم القيام بها. ولكن للأسف هناك أشياء كثيرة لم يتم القيام بها بالطريقة الصحيحة.

ونعود فقط إلى الوعود الحكومية، ليس للأحزاب، ولكن للأغلبية الحكومية. أعتقد أن وعودكم في الصحة وفي التعليم وفي مجموعة من القطاعات لم تتحقق بشكل كامل، حتى لا نقول بشكل قاطع.

وبالتالي، في الختام، هذا الوطن يحتاج تضافر الجهود، يحتاج تضافر جهودنا جميعا. يحتاج ماشي للحماس الزايد وديك “السخانة د الراس” اللي كيقولو كترجع برودة. لا، نناضل ولكن نناضل بوعي، نتكلم ولكن نتكلم بوعي، نتكلم وفق القانون، وفق ما يحتمه هذا الدستور.

وليس نتكلم كلام فارغ. عندما نتكلم مع المؤسسات، فاعتقد، ومثلما تحدثت، نتكلم معهم باحترام. عندما نمارس الصحافة، نمارسها بمهنية.

ويبقى دائما شعارنا الأبدي: الله، الوطن، الملك

الرباط| 1 أكتوبر 2025

محمد الشنتوف: صحفي،مدير النشر،باحث ومستشار في الإعلام والتواصل وتدبير الأزمات.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.