الصحافة بمهنية ورؤية إبداعية

تحقيقات: وزارة الصحة في قلب فضائح لا تنتهي.. قصة صحفية ومواطن ومواطنة ..برلمانيون يدقون ناقوس الخطر.. وزارة لا تتواصل ” والوزير التهراوي خارج التغطية”الصحية”

وزارة الصحة في قلب فضائح لا تنتهي..شــاب يحكي عن قصة وفاة أمه بالربـاط..شابـة تستغيث لرؤية أمها بطنجة..وزارة لا تتواصل ووزير الصحة التهراوي خارج التغطية”الصحية” وبرلمانيون يدقون ناقوس الخطر

امي كانت بصحة جيدة، فقط كتعاني من نوبات ضيق تنفس.. عندها 68 عام. مشى بيها خوي الصغير لمستشفى عمومي.. ماشي كلينيك، لان ما عندناش الامكانيات.. قالوا ليه: شد الصف.”

مواطن مغربي

يحكي عن قصته المؤلمة

تحقيقات مغرب بريس تيفي|الرباط| في الوقت الذي ترفع فيه الشعارات حول “انقاذ المنظومة الصحية” و”تجويد الخدمات”، تستمر الشهادات المؤلمة في الكشف عن واقع مرير داخل المستشفيات العمومية المغربية.

هذا التحقيق يجمع قصة مواطن فقد والدته امام انظار الطاقم الطبي دون اسعاف، وتجربة صحفية فقدت الوعي داخل مستشفى ولم تجد من ينقذها، وقصة مواطنة بطنجة تستغيث فقط لرؤية أمها بالمستعجلات دون توضيح أو تواصل، وكأن التواصل شأن مزاجي في وزارة الصحة، في هذأ الإطار هناك حديث عن تجربتنا في مغرب بريس تيفي مع وزارة بذات أهمية وزارة الصحة ولا تتواصل ولا تتفاعل، او تتواصل متى ما شاءت وليس متى ما طرح السؤال الصحفي المهني، حسب ما ينص عليه الدستور والقانون والتوجيهات الملكية.

هي 4 قصص:

شاب فقد والدته داخل مستشفى عمومي بالرباط، يروي بحرقة:

“قالت لهم أمي: أعطوني الأوكسجين، سأموت..

فأجابوها: انتظري دورك..

سقطت أرضا، ولم تعد ترفّ عيناها”

صحفية تحكي:

أغمي علي بسبب ضربة شمس، دخلت المستشفى فاقدة للوعي

لكن لا أحد تفاعل، ولا تدخل طبيا

فغادرت نحو مصحة خاصة.. فقط لأبقى على قيد الحياة

ومن طنجة، مواطنة تتوسل في مقطع مؤلم:

“أريد فقط أن أعرف.. هل أمي حية أم ميتة؟

أنا على وشك الجنون.. أرجوكم”

ذلك الفيديو نشر على مغرب بريس تيفي، وتجاوز مئة ألف مشاهدة فقط على منصتنا على اليوتوب، وآلاف المشاهدات على مختلف المنصات.

مئات التعليقات تؤكد أن ما وقع ليس استثناء.. بل قاعدة

أما وزارة الصحة، تحت إشراف أمين التهراوي، ولدينا معها من التجارب ما يكفي ، فلا تتواصل، ولا تشرح، ولا تعتذر

جوابها الوحيد: المرجو الانتظار

لكن المرض لا ينتظر

والأرواح تزهق.. بصمت.. بلا محاسبة

فهل جاء وقت الحساب؟

شد الصف… المرجوا الإنتظار” : في جميع الحالات، كانت الحياة تنتظر تدخلا عاجلا.. ولم تجد الا لائحة انتظار طويلة وصمتا قاتلا. والوزارة، تحت اشراف الوزير الجديد امين التهراوي، تواصل الغياب، تذكرني عبارة”شد الصف” بقصص شخصية في المستشفيات العمومية بالمغرب سواء بالرباط او طنجة او فاس أو مدن اخرى، وخاصة عندما أدخل بقبعة المواطن لا الصحفي، وهل من الضروري ان اكون صحفيا او فلانا ليتم معاملتي وفق إطار تواصلي ومهني محترم؟ سؤال يطرح؟ وتذكرني أيضا بسلوك قسم التواصل، يعبرون حرفيا عن سلوك ” شد الصف” في سلوكهم التواصلي المؤسساتي، تطرح عليهم سؤالا او تطلب تصريحا أو تطلب رقما لمسؤول من أجل القيام بعمل صحفي مهني، فلا تجد امامك سوى التسويف والتجاهل، او الوعد بان الطلب سيلبى والرقم مثلا سيرسل ولا شيئ من ذلك يحدث، بل ونلاحظ ان الوزارة تختار المنابر الإعلامية التي تتواصل عبرها، والرقم الذي يحلوا لها إرساله متى ما شاءت، وفي النهاية يستغربون من نشر الإشاعة ويغضبون من وسائل الاعلام التي تغضب ولا تقبل هذا العبث التواصلي، وفي الدستور نحن سواسية، الجميع، مؤسسات وأفراد في إطار القانون ودون ميز أو “عنصرية تواصلية مؤسساتية”.

شد الصف “مرة أخرى”.. وماتت امي

في تسجيل مصور توصلت به مغرب بريس تيفي، يروي شاب بحرقة وانهيار تفاصيل ما حدث لوالدته داخل مستشفى عمومي بالعاصمة الرباط:

“امي كانت بصحة جيدة، فقط كتعاني من نوبات ضيق تنفس.. عندها 68 عام. مشى بيها خوي الصغير لمستشفى عمومي.. ماشي كلينيك، لان ما عندناش الامكانيات.. قالوا ليه: شد الصف.”

شاهد : صوت المغاربة-وزارة الصحة في قلب فضائح لا تنتهي.شاب يحكي عن قصة وفاة أمه بالرباط ووزير الصحة التهراوي خارج التغطية

https://youtube.com/shorts/YEZZiGG6AVQ?si=Z7Z_8auLUB9yVaXA

 

وأضاف وهو يمسح دموعه:

“اخر كلمة قالتها امي: قول ليهم يعطيوي الاوكسجين را غنموت.. لكن ما كانش اللي يسمع. خوي كيعاود قال ليا: طاحت قدامي، ما بقاتش كترمش.. تأخرو بزاف عاد جاو، دخلوها الانعاش، ولكن كانت الامور سالات..”

تسجيل الفيديو نشر ضمن فقرات فيديو نيوز على قناة مغرب بريس تيفي، وحظي بتفاعل واسع على مختلف منصات مواقع التواصل الاجتماعي التابعة للمؤسسة، وهو ما يعكس حجم الغضب من تكرار سيناريوهات الانتظار حتى الموت بمستشفيات المغرب.

الصحفية: “كنت فاقدة للوعي.. ولا احد اهتم”

صحفية تعمل في احد المواقع الالكترونية المغربية، روت هي الاخرى معاناتها داخل قسم المستعجلات، ” نتوفر على نسخة من تصريحها” بعدما تعرضت لضربة شمس حادة أدت الى فقدان توازنها ووعيها.

توجهت الى مستشفى عمومي في الرباط، وانا في حالة شبه غيبوبة.. دخلت وانا لا اقوى حتى على الحديث.. ومع ذلك، لم اتلق اي رعاية مستعجلة. انتظرت دوري وسط الزحام، بينما كانت حرارتي ترتفع وافقد الوعي للمرة الثانية داخل المرفق نفسه.”

واضافت:

“اضطررت لمغادرة المستشفى رفقة والدي، والاتجاه نحو مصحة خاصة.. هناك فقط بدات عملية انقاذي. داخل المستعجلات العمومية، الارقام توزع، لكن لا احد يضمن انك ستحيا حتى ينادى عليك.”

الجملة الأخيرة التي عبرت عنها الصحفية، تلخص حجم الاستهتار والمأساة. “لا أحد يضمن أنك ستحيا حتى ينادى عليك”

مواطنة من طنجة: “بغيت غير نعرف واش امي عايشة ولا ميتة”

قصة اخرى نشرت على مغرب بريس تيفي، وحصدت ازيد من 100 الف مشاهدة، تعود لمواطنة في طنجة، كانت أمها داخل قسم الانعاش، لكنها لم تتلق اي خبر، ولا جواب، ولا حتى اشارة من الطاقم الطبي.

شاهد: النت نيوز -مواطنة تستغيت بمستعجــلات مستشفى طنجة لرؤية أمها وتحكي عن معاملة سيئة

https://youtube.com/shorts/ujHe30Nis9U?si=VtIbAE4NZjxRs_-9

قالت المواطنة في الفيديو:”الله يرحم الوالدين الله يجازيكم بخير انا هنا في طنجه ما كنعرف حتى واحد، ما علاقة بحتى شي واحد.. المعاملة غريبة، تقول ما عايشينش معنا فهذ الكوكب.. الله يجازيكم بخير، الله يرحم لكم الوالدين، شي فرملي يجيب لي غير شي خبار من الانعاش، يطفيلي غير هذ الجمره اللي شاعله فقلبي..”

واضافت وهي منهارة:”انا مي نهار الاحد فالليل، ما عارفه لا عايشه لا ميته.. انا مزاوكَا فيكم، بغيت نعرف غير واش امي عايشه.. الا عايشه يعطيوها لي، والى ميته يعطيوها لي.. راني غادي نحمق..”

هذا الفيديو خلف الاف التعليقات على مختلف منصاتنا وفي منصات أخرى، كلها تؤكد تردي الخدمات في مستشفيات متعددة، من بينها طنجة، والرباط، وفاس، وغيرها.

وزارة بدون تواصل

في شق التواصل، تبدو وزارة الصحة بعيدة كل البعد عن ادنى معايير الانفتاح والشفافية. تجربتنا في مغرب بريس تيفي تعكس ذلك بوضوح.

ففي احدى الحالات، طلبنا رقما هاتفيا لاحد مدراء المستشفيات من اجل التحقق من معطيات صحفية، فجاء الرد من مصالح الوزارة: المرجو الانتظار. ومنذ ذلك اليوم ونحن ننتظر.

هذا السلوك الاداري لا يتعارض فقط مع المنطق الاعلامي والتواصلي المهني، بل يخالف ايضا الدستور المغربي، الذي يقر الحق في الحصول على المعلومة، ويجعل المؤسسات العمومية ملزمة بتوفيرها.

وقد تكررت مثل هذه التجارب معنا، حتى قررنا في مغرب بريس تيفي التوقف عن التواصل مع وزارة الصحة حتى اشعار اخر، بسبب انعدام الجدية والاحترام الواجب لوسائل الاعلام، مثلما ان وسائل الاعلام ملزمة باحترام المؤسسات في إطار القانون.

هل الوزير الجديد حاضر؟

تسلم امين التهراوي، وزير الصحة الجديد، مهامه وسط آمال بأن يعيد الثقة في المنظومة الصحية. لكن مع استمرار هذه الماسي، يصبح السؤال:

هل الوزير يتابع ما يحدث؟ هل يملك الارادة لفتح ملفات المستعجلات؟ ام ان الوضع سيستمر كما كان، وربما اسوأ؟

لحدود الساعة، لا توضيحات، لا محاسبة، ولا حتى تعزية للعائلات التي فقدت احبابها في صمت، وكأن ما يحدث أمر عابر لا يستحق أن تقف الوزراة بجميع مصالحها على قدم واحد من أجل صحة المواطن وتجويد الخدمات.

مغرب يمضي بسرعتين: بين القطاعين العام والخاص

هذا التجاهل والتقاعس يرتبط بما تحدث عنه جلالة الملك محمد السادس نصره الله في خطاب العرش الأخير بمناسبة الذكرى 26 لتربع جلالته على عرش أسلافه المنعمين” مغرب يمضي بسرعتين” وهذا مثال على السرعتين، سرعة القطاع الخاص و”حلزونية القطاع العام” في مجال الصحة نموذجا.

صوت المغاربة”.. البوح بدل الصمت في إطار القانون والحق في حرية التعبير ضد أي سلوك خارج عن القانون

في اطار فقرة/تصنيف “صوت المغاربة”، تفتح مغرب بريس تيفي المجال امام كل من عايش تجربة مؤلمة، او واجه فسادا او اهمالا في اي مرفق عمومي.

ندعوكم لتسجيل مقطع من دقيقة الى دقيقتين، وارساله عبر واتساب القناة. صوتكم مهم، وقصتكم قد تنقذ حياة شخص اخر، وتحرك بعض المسؤولين للقيام بواجبهم، فهذا دروكم كمواطنيين ودورنا كسلطة رابعة، تعمل بمهنية ورؤية إبداعية، تجعل من التواصل الشفاف بين مختلف الفاعلين اساسا لتنزيل التوجيهات الملكية وتجاوز إشكالية” مغرب بسرعتين”، وذلك لأن الصمت لم يعد خيارا، ولان الكرامة الصحية حق لا هبة، وفي قطاعات أخرى هناك أيضا ملفات مفتوحة وتحقيقات صحفية مهنية جارية.

يتبع …

في ذات الإطار | شاهد 

البرلمان نيوز: المهاجري ينتقد بقوة وزير الصحة بسبب مشروع الحماية الإجتماعية

https://youtube.com/shorts/L1ItobyU1u0?si=VRtdLcYeSHZjrtcq

البرلمان نيوز: برلماني لوزير الصحة التهراوي: “ولينا كانحشمو نتكلمو على الصحة فالمغرب”

https://youtube.com/shorts/EAR8m5C-DIo?si=IPdUlBEpQocJNz2-

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.