تنفيذاً للتوجيهات الملكية السامية، أطلقت الحكومة المغربية رسمياً برنامجاً لإعادة تأهيل المناطق التي تضررت جراء الفيضانات الأخيرة في جنوب شرق المملكة. وقد تسببت هذه الأمطار الاستثنائية في خسائر بشرية مأساوية وأضرار مادية جسيمة في عدة أقاليم، من بينها الرشيدية، ميدلت، ورزازات، تنغير، زاكورة، فكيك، جرادة، تارودانت، طاطا، تزنيت، كلميم وآسا زاك.
وجاء في بلاغ حصلت عليه الجريدة أن الحكومة رصدت لهذا البرنامج ميزانية تقديرية تصل إلى 2,5 مليار درهم، وذلك في إطار نهج استباقي يهدف إلى تعبئة كافة الوسائل البشرية واللوجستية اللازمة للاستجابة بشكل فعال لاحتياجات السكان المتضررين. كما تمت دعوة مختلف الوزارات المعنية لضمان التنفيذ الجيد لهذا المشروع الطموح.
وتشمل التدابير المتخذة دعماً مباشراً لإعادة بناء وتأهيل البنى التحتية المتضررة، بما في ذلك المنازل، الطرق، شبكات الاتصالات، توزيع الكهرباء، المياه الصالحة للشرب، ونظم الصرف الصحي. كما يهدف هذا البرنامج إلى إعادة تنشيط الأنشطة الزراعية في المناطق المتضررة، مع التركيز على إصلاح المنشآت المائية الصغيرة والمتوسطة، ودعم المربين الذين فقدوا قطعانهم جراء الفيضانات، بهدف إعادة تكوين الثروة الحيوانية في هذه المناطق.
كما يجسد إطلاق هذا البرنامج التزام الحكومة بمسؤوليتها، ويؤكد حرصها على القرب والاستماع المستمر لاحتياجات المواطنين. وتأمل الحكومة، من خلال هذه الإجراءات السريعة، في استعادة الظروف المعيشية للمتضررين وتعزيز قدرة المجتمعات المحلية على الصمود أمام الكوارث المناخية المستقبلية.
