الصحافة بمهنية ورؤية إبداعية

تعاون قطري مغربي عبر تنظيم مؤتمر دولي حول البحث العلمي والصحافة الاستقصائية بجامعة سيدي محمد بن عبد الله بفاس

متابعة: محمد الشنتوف

يحل مركز الجزيرة للدراسات بالدوحة القطرية، ضيفا على المملكة المغربية، في إطار شراكة تجمعه بمختبر الدراسات الأدبية واللسانية وعلوم الإعلام والتواصل بكلية الآداب والعلوم الإنسانية سايس فاس، بجامعة سيدي محمد بن عبد الله، لتنظيم مؤتمر دولي حول “الصحافة الاستقصائية ومنهجية البحث العلمي في تغطية الحروب والنزاعات ” المنعقد  في الرابع والخامس من دجنبر المقبل.

 

وعبر ضيف المغرب عن اعتزازه بهذه الشراكة، حيث قال الدكتور محمد الراجي، الباحث بمركز الجزيرة للدراسات وعضو اللجنة العلمية للمؤتمر “مؤتمر الصحافة الاستقصائية ومنهجية البحث العلمي في تغطية الحروب والنزاعات”، يشكل حدثًا بحثيًّا مهمًّا في سياق واقع الممارسة الإعلامية الـمُسْتَقْطَبَة على المستوى الدولي، وخصوصًا بيئة العمل الصحفي الاستقصائي’’

 

وأضاف في ذات السياق’’  أدى تفاقم الصراعات والنزاعات الدولية خلال الأعوام الثلاثة الماضية، لاسيما بعد الحرب الروسية-الأوكرانية ثم الحرب في السودان والحرب على قطاع غزة ولبنان، إلى تعاظم حدة الاستقطاب السياسي والأيديولوجي في مناطق النزاع، بل وفي العالم، وأصبح معظم الإعلام الدولي، خاصة المؤسسات والشبكات الإعلامية الكبرى، جزءًا من هذا الاستقطاب، بل تحوَّل هذا الإعلام إلى أجهزة أيديولوجية ووكيلًا للحرب، ويتعهَّد الترويج لسرديات وروايات القوى الدولية المتنافسة والدعاية لخطابها الأيديولوجي’’.

 

وبخصوص جلسات المؤتمر، قال الأستاذ محمد الراجي’’ ستكون الجلسات النقاشية للمؤتمر مناسبة بحثية للتفكير في الأدوات والأطر المنهجية التي تجعل العمل الصحفي، وخصوصًا الاستقصائي، مُتَشَبِّعًا بروح المنهج العلمي التي تُجنِّبه الاستقطاب والانغمار في الصراع الرمزي والأيديولوجي.

 

ويعرف هذا المؤتمر مشاركة أكاديميين وباحثين من جامعات ومراكز  بحثية مغربية إقليمية ودولية،   منها، المغرب و قطر و مصر و تونس والأردن ولبنان والعراق واليمن وتركيا.

 

وفي الشق التعليمي والتكويني،  سيعرف هذا المؤتمر تنظيم ورشة خاصة لتدريب طلبة الإعلام والتواصل على تقنيات البحث في الصحافة الاستقصائية، يؤطرها د. منى مجدي عبد المقصود، أستاذ بقسم الإذاعة والتليفزيون في كلية الإعلام بجامعة القاهرة، مصر.

 

ومن جانب آخر،  أكد الدكتور محمد القاسمي،  مدير مختبر الدراسات الأدبية واللسانية وعلوم الإعلام والتواصل بجامعة سيدي محمد بن عبد الله بفاس، أن تنظيم هذا المؤتمر هو تتويج لعلاقات بحثية مميزة تجمع بين المركز القطري والمختبر المغربي.

وفي سياق متصل قال د محمد القاسمي ’’ الصراعات والنزاعات الدولية في مختلف بقاع العالم فرضت تحديات جديدة على العمل الصحفي، فإذا كان التحقق من الأخبار والدقة شرطان أساسيان من شروط الممارسة الصحفية في الظروف العادية للعمل الصحفي، فإن هذا الشرط يتحول إلى عبئ على أكتاف الصحفيين أثناء تغطية الحروب والنزاعات، نظرا لتفشي الأخبار المضللة خاصة في عصر شبكات التواصل الاجتماعي’’

وفي إطار حديثه عن دور المتلقي أو الجممهور أضاف الدكتور محمد القاسيمي ’’ كما أن تدخل الجمهور في عملية صنع الرسالة الإعلامية تضاعف المسؤولية الاجتماعية والأخلاقية لدى الصحفيين الاستقصائيين في ظروف الحروب والنزاعات اعتبارا للعواقب التي قد تنتج عن التسرع في نقل الأخبار دون التأكد منها’’ .

وفيما يخص الطفرة التكنولوجية وزمن الأزمات قال د القاسمي ’’ رغم التطور الهائل لوسائل التكنولوجيا الحديثة، فقد اعتمد الصحفيون الذين يغطون مختلف الحروب والنزاعات على الوسائل التقليدية للتحقق من الأخبار من خلال المصادر الميدانية أو شهود العيان أو شبكة العلاقات القريبة من الحدث، واتفق الصحفيون في كثير من مناطق الصراعات والنزاعات الدولية على أن مسألة استخدام الأدوات المخصصة للتحقق من الأخبار لم تكن ممكنة بسبب انقطاع الانترنت بالإضافة إلى أن التحقق من الأخبار عبر شبكات التواصل الاجتماعي يقع في أحيان كثيرة خارج مسؤوليتهم المهنية نظرا للظروف المعقدة التي يعملون فيها’’ .

جدير بالذكر أن  تنظيم هذا المؤتمر، يأتي في سياق دولي خاص يتسم بالتحولات الكبرى وتحديات جسيمة تفرضها مختلف الصراعات والنزاعات الدولية، وهو ما انعكس بشكل مباشر على الممارسة الصحفية ودورها في مواكبة تلك النزاعات والصراعات.

 

متابعة لهذا المؤتمر في أخبارنا القادمة.