الصحافة بمهنية ورؤية إبداعية

هجوم كاسح ودفاع مشكوك في أمره.. المنتخب المغربي في تصفيات كان2025

محمد الشنتوف*

هجوم كاسح للمنتخب الوطني، لا شك في الموضوع، لكننا عندما نتحدث عن تألق البديل المحمدي أو تألق الحارس الرسمي ياسين بونو، فحديثنا هنا يجب أن ننبه فيه لمشكل في دفاع المنتخب الوطني، او لنقل، ” هناك دفاع مشكوك في أمره”.

بوستر رياضة

سجلنا 26 هدفا، في شباك الخصوم، فقط في مرحلة تصفيات كان المغرب 2025، ختمناها بالسباعية في مرمى ليسوتو، وخماسية خارج الديار في شباك الغابون، لا شك في أن النجاعة الهجومية قد اهتدت أخيرا لتجد طريقا لأقدام لاعبي الأسود، هدفين فقط في مرمى المنتخب، هذا جميل، لكن بسبب من؟، هل بسبب تألق دفاعي إيطالي الهوى؟، قاهر الٱلات الهجومية للخصوم، لا،المسألة ترتبط كما قلنا، بحراس من الطراز الرفيع.

المنتخب الوطني المغربي يسحق ليسوتو ب 7 أهداف نظيفة
المنتخب الوطني المغربي يسحق ليسوتو ب 7 أهداف نظيفة

مؤشرات أخرى من المبارتين الأخيرتين، عندما نشير إلى خبر عاجل يقول، الهجمة الوحيدة لمنتخب ليسوتو شكلت خطورة على دفاع المنتخب، وكذلك الأمر في مباراة الجابون، هجمات قليلة وهدف في مرمى النخبة الوطنية، ماذا نفهم؟، أليست هناك شكوك تحوم بدفاع المنتخب الوطني؟

لا شك في أن الأسماء كبيرة، لكن مع أمرابط ونايف أكرد وبدر بانون في فترة معينة، ومع قيادة حكيمي الدفاعية، أكثر من الهجومية، كنا مرتاحين اكثر، غاب أمرابط بشكل أو بٱخر وتغير أداء نايف، وتغيرت بعض الأسماء والتفاصيل الأخرى، فدخلنا الشك، حكيمي لا زال مبدعا كما كان، لكن هناك شك في دفاع الأسود، أين المشكل؟حكيمي قائد كبير، وربما جاز لنا القول، أنه من بين أفضل من حمل القميص الوطني، لكن عليه أن يرتب أوراق الدفاع مع الزملاء، ما دام القائد مدافعا وإن كان بحس هجومي، فيجب أن لا نخاف على الدفاع، وليد الركراكي سيعرف كيف يجد الحل لدفاعات المنتخب، وهو يعرف أن مشكلتنا في النجاعة الهجومية قد تتحول لخطوط أخرى، والإستحقاقات القادمة تتطلب ترتيب جميع الصفوف.

أعجبني تصريح وليد الركراكي عن حركاس، الفنان القادم من الوداد البيضاوي، علاقة مضطربة مع الجمهور الوجدي، انتهت بمصالحة تاريخية قادها الأسود في ملعب وجدة، حركاس يتصالح مع جمهور وجدة، وإسم المنتخب كفيل بطي جميع صفحات الإختلاف، المنتخب فوق الجميع، والركراكي صدق في قوله، ما وقع بين حركاس وجمهور وجدة، يجعلنا نفتخر بالمغاربة، ونؤكد أن المرحلة القادمة تتطلب توحيد جميع الصفوف، وما صف الجمهور إلا ذات صف المنتخب، المغاربة تربطهم علاقات خاصة بالأسود، المقاهي ممتلئة والشوارع فارغة، والقلوب سعيدة تحت المطر في ليلة من ليالي نونبر بسبب المنتخب، هذه ليست قصة من نسج الخيال ولا مشهد من فلم سينمائي جديد، إنها حقيقة علاقة المغاربة بمنتخبهم، وقبلها حقيقة أخرى، تشير إلى وجود عطب في فرامل دفاع المنتخب المغربي، والاصلاح ممكن.

 

*صحفي، باحث ومستشار في الإعلام والتواصل وتدبير الأزمات

مدير نشر جريدة مغرب بريس تيفي