جامعة ابن رشد الربيعية بإمنتانوت تناقش قضية الصحراء المغربية برؤية علمية وجيوسياسية
نظم مركز ابن رشد للدراسات الجيوسياسية وتحليل السياسات، بشراكة مع، مؤسسة الأعمال الاجتماعية للتعليم – فرع شيشاوة، يوم السبت 10 ماي 2025، فعاليات النسخة الأولى من “جامعة ابن رشد الربيعية”، تحت شعار: “الصحراء المغربية: ثوابت ورهانات”، وذلك بالمركب النسوي مرام بمدينة إمنتانوت.
وشهدت التظاهرة العلمية حضور نخبة من الأساتذة الجامعيين والباحثين المتخصصين في القانون العام والعلوم السياسية، حيث ناقش المشاركون أبعاد قضية الصحراء المغربية من زوايا متعددة، تاريخية، قانونية، دبلوماسية وتنموية.
وجرى افتتاح أشغال الجامعة بتحية النشيد الوطني، وكلمة تأطيرية للدكتور محمد نشطاوي، رئيس المركز وأستاذ العلاقات الدولية بجامعة القاضي عياض.
وأبرز المتحدث ذاته المرتكزات السيادية والتاريخية لملف الصحراء المغربية، مع تقديم معطيات وثائقية وقانونية داعمة، إلى جانب تحليل السياق الجيوسياسي الإقليمي والدولي.
من جانبه، ألقى الأستاذ رضوان أنزيم، كلمة باسم رئيس فرع مؤسسة الأعمال الاجتماعية للتعليم، نوه فيها بأهمية ترسيخ الوعي بقضية الوحدة الترابية داخل المنظومة التربوية، داعياً إلى تعزيز ثقافة الترافع المدني والمؤسساتي حول الملف.
وفي محور التنمية بالأقاليم الجنوبية، قدّمت الدكتورة نورة الصالحي والباحثة هاجر الصبيحي، مداخلة مشتركة تناولتا فيها الدينامية التنموية بالمنطقة، خاصة في ما يتعلق بالبنيات التحتية، جذب الاستثمارات، ومشاريع الطاقة، ودورها في تعزيز الاندماج الوطني.
وتناولت الباحثتان رشيدة الشانع وليلى المروني، موضوع دور الجامعة المغربية في الدفاع عن الوحدة الترابية، معتبرتين أن مؤسسات التعليم العالي، رغم التحديات، أضحت فاعلاً محورياً في الدبلوماسية الموازية من خلال تكوين الكفاءات وتنظيم الندوات وعقد الشراكات الأكاديمية.
وفي السياق ذاته، قدمت الباحثة سامية السيدي، قراءة في المقاربة المغربية الشاملة، مركزة على التلازم بين التنمية والسيادة واحترام حقوق الإنسان، بينما تطرق الباحث حميد اعناية، إلى الدبلوماسية الروحية ودور الزوايا، خاصة القادرية والتجانية، في تعزيز مغربية الصحراء داخل العمق الإفريقي.
وسلط الدكتور،عبد الواحد أوامن، الضوء على مستجدات الملف، متحدثاً عن الدينامية الدبلوماسية والتنموية التي تعرفها الأقاليم الجنوبية، من افتتاح القنصليات إلى تزايد الدعم الدولي لمبادرة الحكم الذاتي، في مقابل هشاشة الوضع بمخيمات تندوف.
وفي إطار الترافع المدني، ناقش كل من الدكتور عبد الصمد فاضل والباحث ياسين غلمان مساهمة المجتمع المدني في المحافل الدولية من خلال التقارير الموازية والمشاركة في اللقاءات الإفريقية.
واختُتمت المداخلات العلمية بمساهمة الدكتور محمد مرزوق، والدكتورة تحجب بوغريون، حول البعد الثقافي في قضية الصحراء، مبرزين رمزية مكونات التراث الحساني مثل الخيمة والجمل والشاي في التعبير عن الهوية المغربية.
وأسدل الستار على أشغال الجامعة الربيعية برفع برقية ولاء وإخلاص إلى صاحب الجلالة الملك محمد السادس نصره الله، تأكيداً على تجديد العهد والالتزام الوطني بالدفاع عن الوحدة الترابية للمملكة.